responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 88

2 - تقسيمُ التأويلِ من حيث القَبولِ والرَدِّ .

ويُمكن تقسيم التأويلِ من لِحاظٍ آخر ـ أي من حيث القبولِ والرَدّ ـ إلى قِسمَين :

أ - التأويل المقبول

وهو بِدَورِه يَنقسم إلى قِسمين :

أوّلاً - الجَري والتَطبيق .

يُعتَبَر العلاّمة الطَباطَبائي أوّل مَن استخدم اصطلاح الجَري على كثيرِ من الروايات التَفسيريّة ، الوارِدة عن أهل البيت‌ (عليهم السلام) ، وقد أخذَ هذا المعنى من الرِواية الوارِدة عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، عندما سُئلَ عن مَعنى الظَهْرِ والبَطْنِ فقال : ( ظَهْرُه تنزيله ، وبَطنُه تأوِيله ، منه ما مَضى ومنه ما لم يَكن بَعْدُ ، يَجْرِي كما يَجْرِي الشَمسُ والقمر ، كُلّما جاءَ منه شي‌ء وَقع ) [248] .

والفرق بين الروايات التَفسيريّة وروايات الجَرْي ، هو أنّ الثانية لا تُعتَبَر تفسيراً للآية ، بل تُبَيِّن مصداقاً من مَصاديق الآية ، أو أكملِ المَصاديق .

فالقرآن بما أنّه لا يَختَصّ بعصرٍ دون عصر ، ولا لأُمّة دون أُمّة ، بل هو خالد وباقي ما بَقيتْ السماوات والأرض ، فالآية منه لا تَختَصّ بمَوردِ التنزيل ، بل هي تشمل مَصاديق كثيرة في كُلِّ عصر من العصور ، ( للقُرآن اتّساعَاً من حيث انطباقِه على المَصاديق وبَيانِ حالِها ، فالآية منه لا تَختصّ بموردِ نزولها ، بل تجري في كلّ مَورد يتَّحد مع مورد النزول مِلاكَاً ، كالأمثال لا تَختَصّ بموردِها الأوّل ، بل تَتَعدَّاها إلى ما يُناسِبها ) [249] .

ورواياتُ الجَري كثيرة في المَجاميع الروائيّة ، وخصوصاً في مَوارِد تطبيق الآيات القرآنيّة على أهل البيت (عليهم السلام) وأعدائِهم ، قال العلاّمة : ( رواياتُ الجَريِ كثيرة في الأبواب المُختلِفة ، وربّما تبلغ المئتين ) [250] .

وعلى هذا ، فإذا وَرَدَتْ رواياتٌ تُخالِف ظواهر الآيات ، وتدخل في دائرة الروايات

اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست