اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 52
ح - دخولُ امرأة في النارِ بسَبَبِ هِرَّة .
أخرجَ البُخاري عن أبي هُريرة ، عن النبي (ص) ، قال : ( دَخَلَتْ امرأةٌ النارَ في هِرّة رَبَطَتْها فلم تُطعِمها ، ولم تَدَعها تأكلُ من خَشَاشِ الأرض ) [123] ، وفي رواية مُسلِم ، قال : ( عُذِّبَتْ امرأةٌ في هِرَّة لم تُطعِمها ولم تَسقِها ، ولم تَترُكها تأكل من خَشَاشِ الأرض ) [124] .
وقد صَحَّحت عائشة هذه الرواية ، وذَكرتْ سَبَب الورود ، واستَبعدتْ دخول المُؤمن للنارِ بسَبَبِ الهِرّة .
فقد أخرج أحمد في مُسنَدِه عن عَلقَمة ، قال : ( كُنّا عند عائشة ، فدخل أبو هريرة ، فقالت : أنت الّذي تُحدِّث أنّ امرأة عُذِّبتْ في هِرّةٍ رَبَطتْها ، فلم تُطعِمها ولم تَسقِها ؟ فقال : سَمِعتُه منه ـ يعني النبي (ص) ـ ، فقالتْ : هل تدري ما كانت المرأة ؟ إنّ المرأة مع ما فعلت ، كانت كافرة ، وإنّ المُؤمِن أكرم على الله ( عزّ وجلّ ) من أن يُعذبِّه في هِرّة ، فإذا حدَّثْت عن رسول الله (ص) فانظر كيف تُحدِّث ) [125] .
ط - مَن حَملَ مَيتاً فَلْيَتوضَّأ .
عن أبي هُريرة أنّه قال : ( من غَسَلَ مَيتاً فليَغتَسِل ، ومن حَمَلهُ فليَتَوَضَّأ ) ، فبَلَغَ ذلك عائشة ، فقالت : ( أونجِسٌ موتى المسلمين ؟ وما على رَجلٍ لَو حَملَ عُوداً ؟ ) [126] .
فعائشة تُناقِش في الحديث ، وتستبعده بأنّه كما أنّه لا غَضاضَة على مَن حَملَ عُوداً أو خَشَباً ، فكذلك لا شيء عليه إذا حمل جَنازَة أحد المَوتى .
وكما قُلنا مِراراً ، نحن هنا ليس في مَقام النَقدِ ، بقَدرِ ما نُريد أن نَعرض الروايات الّتي تَدلّ على مَنهجِ الصَحابة ، في نَقدِهم للحديث النبويِّ وتَصحيحه ، وقد لا حظنا أنّهم يَستخدمُون المِقياس القُرآني ، والسُنّة النَبويّة بصورةٍ واضِحة ، وأنّهم قد يَعرِضون الحديث ويَنقِدونه على أساس
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 52