responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 43

إسحاق ابن راهَوَيه : لا يَصحّ في فضائل معاوية بن أبي سفيان ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) شيء [83] .

ولم يقتصر هذا الأمر على بَني أُميّة ، بل استفاد العبّاسيّون من هذا السلاح في تَدعِيم مُلكهم ، فقد نسبوا إلى رسول اللَّه أنّه قال : ( هبط علَيّ جبريل‌ (عليه السلام) ، وعليه قَباء أسود ، وعمامة سوداء ، فقلت : ما هذه الصورة الّتي لم أرَكَ هبطتَ علَيَّ فيها قط ؟ قال : هذه صورة المُلوك من ولد العبّاس ، عمّك ، قلتُ : وهُم على الحقّ ؟ قال جبريل : نعم ، قال النبي‌ (صلى الله عليه وآله) : اللّهمّ أغفر للعبّاس ولِولده ، حيث كانوا ، وأين كانوا ... ) [84] .

وغيرها من الأحاديث المَكذوبة .

ب - العامل الدنيَوِي .

وهو من العوامِل المُهمّة في وَضعِ الحديث ، أي ، وَضْع الحديث بدافعِ الكَسبِ المادِّي ، أو الحصول على مَصلَحةٍ شخصيّة .

مثل أحاديث ( الهَريسة تَشدُّ الظَهر ) [85] ، فإنّ واضِعَه محمد بن الحجّاج النَخعِي كان يَبيع الهَريسة [86] . ومن ذلك ما وَضعه غياث بن إبراهيم ، عندما دَخَلَ على الخليفة العبّاسي ، المهدي ، فوَجدَه يلعب بالحَمام ، فروى له ( لا سَبق إلاّ في خُفٍّ ، أو نَصل ، أو حافر ، أو جَناح ) [87] .

ومن هذه الطائفة ( القُصّاص ) ، وهم طائفة من الناس ، عَمَلَهم التذكير والوعظ ، بأيّ وسيلة كانت ، وهم طوائف مُتَعَدِّدة ، منهم وعّاظ غايتهم التذكير ، ومنهم الّذين يَسعون لجَمعِ المالِ عن طريقِ التَحديث ، وقد كانوا يَعتمدون المَناكير ، والأكاذيب ، ويَستَدِرّون جيوب الناس عن هذا الطريق .

فقد روي في بعض المَجامِع : أنّ قاصّاً جلسّ ببغداد ، فروى في تفسير قوله تعالى :

( عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) [88] : أنّه يُجلِسه معه على عرشِه ، فبلغ ذلك الإمام محمد بن جرير الطَبري ، فأحْتدَّ من ذلك ، وبالَغَ في

اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست