اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 26
فِقه الحديث .
فهناك مَن يحكم على بعض الأحاديث بالوضع ، لتَعارضه ـ مثلاً ـ مع بعض المعايير ، نتيجةً الغَفلة عن سبب الورود ، أو كونه منسوخاً ، أو ما شابه ذلك .
ويُمكن بحث علاقة نقد المَتن مع فِقه الحديث في المحاور التالية :
أ - علاقة نَقد المَتن مع غَريْبِ الحديث .
غريب الحديث : هو فرع من فروع فِقه الحديث ، وهو يبحث عمّا وَقَعَ في متون الحديث ، من الألفاظ الغامِضة البعيدة عن الفَهم ، لقلّة استعمالها [31] .
ويُعتَبَر معرفة الغريب ، الخطوة الأُولى في فَهم الحديث ، ومن أشهر ما كُتِبَ في هذا العِلم هو كتاب ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) للمُحدِّث واللُغوي ( ابن الأثير ) ، وكذلك ( فخر الدِّين الطريحي ) في كتابه ( غريب أحاديث الخاصة ) .
ومن المعلوم أنّ لكلِّ عصرٍ مَورُوثه اللُغوي ، وأسالِيبه في التعبير ، وأنّ اللُغة ليست ثابتة على مرّ العصور ، بل هي تَتَغيَّر من عصرٍ إلى آخر ، ومن بيئةٍ إلى أُخرى .
فإذا وجدنا بعض الكلمات والمُفرَدات الّتي لا تنسجم ، ولا تتلاءم مع عصر المعصوم ، وقَطَعْنا بذلك ، فلا يُمكن قَبولها والتصديق بها ، فإنّ بعض التراكيب لم يُستعمَل إلاّ في بعض الأماكن ، وفي بعضِ العصور .
وسوف نتناول هذا البحث بشيء من التفصيل في الباب الثاني .
ب - علاقة نَقد المَتن مع علم مُختلَف الحديث .
علم مُختلَف الحديث : هو الّذي يبحث في الأحاديث الّتي ظاهرها التعارض ، فيُزِيل تعارضها ، كما يبحث في الأحاديث الّتي يُشكِل فَهمِها أو تصوّرها ، فيدفع إشكالَها ويُوضِّح حقيقتها [32] .
ومن أقدم التصانيف فيه كتاب ( اختلاف الحديث ) لابن إدريس
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 26