responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 128

فكيف بالمُتبحِّر .

ولقد كان الّذي وضعه أجهل الجهّال بالنقل والتاريخ ، فإنّ فاطمة وُلِدَت قبل النبوّة بخمسِ سِنين . . . وذِكره الإسراء كان أشدّ لفضيحته ؛ فإنّ الإسراء كان قبل الهجرة بسَنة بعد موت خديجة . . . وقد كان لفاطمة من العُمر لَيلة المِعراج سبع عشرة سَنة ) (399) .

أقول : إنّ الحُكم على هذه الرواية بالوَضع لمُخالَفتها لمُسلَّمات التاريخ ، يتوقَّف على أمور ، منها : القَطع أو التَسالم بين المُؤرِّخين على تاريخ ولادة الصدِّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أوّلاً ، والتَسالم بين المُؤرِّخين على تَعيِين حادثة الإسراء والمعراج .

فإذا قَطَعْنا بصحّة هاتين الحادثتين ، أمكن الحُكم على الرواية بالوَضع أو الصحّة ، وكِلا الحادِثتَين وقع الاختلاف بين المُؤرِّخين والمُحدِّثين فيهما .

أمّا بالنسبة إلى ولادة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فمَشهورِ مُحدِّثي السُنَّة : أنّ ولادتها كانت قبل البعثة . ( واُختلِف في سِنِّ مولدها ؛ فروى الواقدي عن طريق أبي جعفر الباقر (ع) ، قال : ( قال العبّاس : وُلِدَت فاطمة والكعبة تُبْنى ، والنبيّ (ص) ابن خمس وثلاثين سَنة ) ، وبهذا جَزَمَ المَدائِني (400) .

وقال الشيخ المُفيد : ( إنّ ولادة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت يوم العشرين من جمادى الآخرة ، سنة اثنتين من المَبعَث ) (401) ، وهناك روايات تُؤكِّد أنّ ولادَتها كانت سنة خمس من المَبعث (402) .

أمّا بالنسبة إلى حادثة الإسراء والمِعراج ، فالمشهور أنّه كان قبل الهجرة بمُدَّة وَجيزة ، وفي مُقابِل ذلك فإنّ بعضهم يقول : إنّه وقع في السَنة الثانية من البعثة ، وقيل في الثالثة (403) .

ومن خلال هذا التضارب في الآراء والاختلافات ، لا يُمكن الحصول على نتيجة مُعيَّنة ، ما لم يُحرز ويُقطع بصِحّة هاتين الحادثتَين ، من خلال قرائِن تُوجِب القطع والاطمئنان ، ولذلك لا يُمكن الحُكم على هذه الرواية بمُخالَفتها للواقع التاريخي في ظلِّ مثل هذا الاختلاف .

اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست