اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 103
المبحث الثاني : معنى السُنّة عند الفريقَين
اتّفق الفريقان على حُجيّة السُنّة ، لم يَشذّ منهم أحد ، واختلفوا في المعنى المُراد من السُنّة ، فهي عند الشيعة تشمل قول وفعل وتقرير المعصوم ( الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام) ) .
أمّا عند السُنّة ، فقد اقتصروا على قول وفعل وتقرير النبيِّ محمّد (صلى الله عليه وآله) .
استدلّوا بآياتٍ كثيرة أهمّها آية التطهير ، والّتي تدلّ على عِصمَتِهم ، ومنها على حُجِّيّة أقوالهم ، قال تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (311) .
أمّا كيفيّة الاستدلال : فما وَرَدَ فيها من أداةِ حَصْر ، وأنّ المُراد من الإرادة هنا هي الإرادة التكوينيّة ، واستحالة تَخلّف المُراد بالنسبة إليه تعالى ..
ب - السُنّة :
ومن أقوى الأدلّة على ذلك هو الحديث المُتواتِر بين السُنّة والشيعة ، وهو حديث الثَقلَين ، ففي رواية أبي سعيد الخدري عن الرسول (ص) ، قال : ( إنّي أُوشِك أن أُدعَى فأُجِيب ، وإنّي تَارِكٌ فِيكُم الثَقَلَين ، كتاب الله وعِتْرَتِي ، كِتاب الله حَبْلٌ مَمَدُود مِن السَمَاءِ إلى الأرْضِ ، وَعِتْرَتي أهلُ بَيْتي ، وإنّ اللَطيفَ الخبيرَ أخبَرني أنَهما لَنْ يَفتَرِقا حتّى يَرِدا عَليَّ الحَوضَ ، فانْظُرُوا كَيفَ تَخلُفُوني فيهما ) (312) .
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 103