responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الإيمان المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 14

تختلف عنه كثيراً و مسيرة بإرادة اللّه. و الرأي الثاني يقول بما ان اللّه لا يحده زمان و لا مكان فلا وجود لغير اللّه و هو يظهر في كل مكان و كل زمان بمظاهر مختلفة فالوجود و الموجود هو اللّه تعالى فكل شي‌ء من الموجودات ليس جزء من اللّه بل اللّه بعينه و انما الاختلاف الذي يظهر لنا بين الموجودات اما اختلاف في المظهر الذي يظهر فيه اللّه، و أما ناشئ عن عقلنا و حواسنا التي تسبب هذا الاختلاف. و الموجودات في الحقيقة غير قاصرة و صفات اللّه كامنة فيها و لذلك نشأ منها العقل و الروح. و بإمكان الانسان بالايمان و التوجه الى اللّه ان يقترب من اللّه و ان يقوم ببعض الكرامات و الخوارق.

الرأي الاول يعتبر الموجود مؤلفاً من ذات و صفات، و الذات الذي فيه جزء من اللّه و الصفات وهبها اللّه، و للشي‌ء وجود في الحال و الوقت الحاضر.

اما الرأي الثاني فيقول ان الموجود مجرد صفات لا غير اظهرها اللّه و ليس الموجود جزء من اللّه و ليس له وجود في الوقت الحاضر و ان المقصود من قوله تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْهٰا فٰانٍ فان في الحال لأن المشتق حقيقة في الحال مجاز في الاستقبال. و المقصود بكلمة (باطل) في بيت الشاعر لبيد:

الا كل شي‌ء ما خلا اللّه باطل * * *و كل نعيم لا محالة زائل

هو العدم في الحال ايضاً لا الاستقبال.

و يشبّه اصحاب الرأي الثاني الوجود بالبحر و الموجودات بأمواج البحر، و اصحاب الرأي الأول يشبهون الموجودات بأجزاء من البحر قد تغيرت عن اصلها.

و قد عبّر المرحوم الوالد عن الرأي الثاني و هو وحدة الوجود و الموجود بما يلي: الوجود واحد و الموجود واحد له ظهورات و تطورات يتراءى انها كثرات و ليس الا الذات و مظاهر الأسماء و الصفات و شئون الجمال و الجلال و القهر و اللطف.

اسم الکتاب : مبادئ الإيمان المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست