responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الإيمان المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 13

لم ينفك عنها و لم ينعزل عنها فهو خالقها و حافظها و منظمها و محركها و مغيرها، و اللّه عالم بما يحدث في الوجود، و قادر عليه فيخلق الأشياء و الحوادث بالطرق الطبيعية الاعتيادية و بطرق خارقة للطبيعة و العادة و هي المعجزات. و احسن تعبير موجز عن هذا التفسير لوحدة الوجود قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع): (توحيده تمييزه عن خلقه و حكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة)، و قد قال بنظرية وحدة الوجود و تعدد الموجود كهنة الديانة الهندية الواضعون الأول لهذه النظرية و الأئمة الاثنا عشر العلويون (ع) و عدد كبير من علماء الامامية منهم نصير الدين الطوسي و العلامة الحلي و السيد حيدر الآملي و الشيخ ميثم البحراني و السيد محمد باقر الداماد و صدر الدين الشيرازي و محسن الفيض و عبد الرزاق اللاهيجي و استصوبها المرحوم الوالد الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء و شرحها شرحاً وافياً في كتاب الدين و الاسلام و كتاب الفردوس الأعلى و اعتبرها متفقة و الشرع الحنيف و مؤيدة له.

و قد عبر عن هذا الرأي احد كهنة فلسفة الويدانت الهندية عن هذه النظرية بما يلي:

هذا الكون كله ليس الّا ظهوراً للوجود الحقيقي الاساسي و ان الشمس و القمر و جميع جهات العالم و جميع العالم و جميع ارواح الموجودات اجزاء و مظاهر لذلك الوجود المحيط المطلق. ان الحياة و جميع كيفياتها و صفاتها و حركاتها و اعمالها اشكال لتلك القوة الوحيدة الاصلية.

هذه القوة هي التي اشعلت الشمس فهي تتقد ناراً كحزمة الحطب و تهبنا الحرارة و النور و ان السحاب لا يمطر بل انما هي تلك العلة الاساسية التي تمطر بواسطة السحاب، تتقارب الموجودات و تتكاثر و لكنها العلة الاولى التي لا تزال تتكاثر بواسطتها و ان الجبال و البحار و الانهار و الاشجار و النباتات و جواهرها التي تحمل حياتها كل ذلك تفجر من ذلك الروح المحيط الذي يستقر في سائر الاشياء و في قلوبنا. تفقه هذا يا ولدي العزيز و اقطع قيود الجهل التي تقيدك [1].

و في القرآن و السنة اشارات كثيرة الى هذه النظرية. و حسب هذا الرأي تعتبر الاشياء موجودات حقيقية [2] و حقيقة اللّه و حقيقتها واحدة و ان اختلفت في الشدة و الضعف و الصفات و النوع او الكم و الكيف، و ان جعلناها مختلفة عن حقيقة اللّه اختلافاً تامّاً وقعنا في الشرك و تعدد القدماء. و الموجودات مع عدم بقائها و تغيرها لها حظ من الوجود و الحقيقة في الحال، لأنها تحافظ على بقائها مدة من الزمن و نلاحظها عند ما تتغير لا تفنى فناء تامّاً بل تتغير من حالة الى اخرى. و يعتبر هذا التفسير اللّه اوسع من الموجودات و اوسع من العالم كله.

(2) وحدة الوجود و وحدة الموجود:

الصلة قوية بين الرأي الاول و الثاني و لا يوجد تعارض واضح بينهما و الرأي الاول اقرب الى الشرع و العلم. الرأي الاول يقول ان الموجودات و ان نشأت من اللّه فهي مخلوقات قاصرة‌


[1] عن و مقالة ويدانت في مجلة ثقافة الهند عدد يونيو 1951.

[2] يقصد بكلمة حقيقي او الحقيقة كل ما هو موجود في الخارج مستقلًا عن حواس الانسان و فكره أي ضد كل ما هو نفسي او خيالي، و تستعمل للصدق ضد الكذب أي لما حدث او يحدث صدقاً. اما الحقيقة المطلقة فلها معنى ادق المخصصة بما يلي:

1 لا يتوقف وجودها على وجود آخر أي قائمة بذاتها.

2 لا يتغير ادراكنا لها بتغير الظروف و الاحوال و العلاقات أي يكون لها صفة واحدة و كيفية واحدة.

3 ان تكون لها كمية ثابتة فلا يتغير مقدارها حسب الظروف و الاحوال.

4 ان تكون خالدة ابدية لا تفنى و لا تتغير.

و الأشياء لا تتوفر فيها هذه الأمور فهي ليست حقائق مطلقة بل حقيقة جزئية.

اسم الکتاب : مبادئ الإيمان المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست