اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 98
كما كان زيد عارفاً بالحساب والرياضيات ، فكلّفه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بالإشراف على تقسيم غنائم غزوَتَي : ( حُنين ) ، و( خَيبر ) ، وكانت عبارة عن كثيرٍ من البقر ، والضأن ، والإبل [1] .
ومضافاً إلى ذلك كلّه ، أعطاهُ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) راية قبيلة ( بني مالك ) في غزوة ( تبوك ) ، بعد أن أخذها رسول الله من ( عمارة بن حزم ) ، ورفعها زيد بن ثابت ، فقال عمارة : هل صدرَ منّي شيء ؟ فأجابهُ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( كلاّ ، ولكنّ زيداً أحفظُ منك للقرآن ) [2] .
4 ـ أُسامة بن زيد
ولِد أسامة بن زيد بن حارثة ـ الذي تقدّم الحَديث عن والده ـ من أمّ اسمها ( بَرَكة ) وكُنيتها ( أم أيمن ) ، وتغذّى بتعاليم النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) في ظلّ المجتمع الإسلامي .
وكان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) لِمَا يوليه من أهمية لطبقة الشباب ، واعتزازه بشخصيتهم والاستفادة من طاقاتهم ، يحبُّ أُسامة بن زيد حبّاً جمّاً ، وخوّله مهمّتين : ثقافية ، وعسكرية ، نشير إليهما فيما يأتي :
1 ـ في السنة السابعة للهجرة حيث رجع النبيّ بجيشه إلى المدينة منتصراً من غزوة ( خيبر ) ، أرسلَ أُسامة على رأس جماعة إلى قرية من قرى ( فدك ) التي يقطنها اليهود ، بُغية التبليغ والدعوة إلى الدين الإسلامي ، فهربَ جميع سكّان تلك القرية حين سماعهم تكبيرات أصحاب أسامة ، ماعدا ( مرداس ) الذي كان قد أسلمَ قبل ذلك ، وقد خفّ ( مرداس ) إلى استقبال ( أسامة ) ، وهو يُردّد شهادة ( أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ) ، إلاّ أنّ أسامة بادرَ إلى قتله ظنّاً منهُ أنّ ( مرداس ) إنّما نطقَ بالشهادتين خوفاً على نفسه وماله ، دون أن يكون مسلماً في حقيقة الأمر ، ثمّ أخذَ ماشيته غنيمة .