اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 50
أوّلاً : في القضية الأولى ، لابدّ من تقليل المسافة المكانيّة والتقرّب من بعضنا ليحصل التفاهم .
ثانياً : وفي القضية الثانية ، لابدّ من القضاء على الجهل وعدم الوعي ، وتقريب مسافة الفهم والتفكير ، والتخفيف من حدّة الغضب للوصول إلى المراد الذي ينتهي لصالح الجميع .
ومن جملة المشاكل المعاصرة بين جيل الشباب والجيل المتقدّم عليه ، فَهم مرادات بعضهم ، فيقف الشباب المعاصرون في جهة ، بينما يقف الوالدان والمعلّمون في الجهة الأخرى ، مع أنّ عليهم أن يقيموا حياتهم على أساس السعادة والرخاء .
وبعبارة أخرى يمكن القول : إنَّ الوضع القائم بين الجيل المعاصر والجيل المتقدّم ، وضعٌ متأزّم من الناحية الفكرية والثقافية ، ولكي نتمكّن من اجتياز هذه المرحلة بسلام نحتاج إلى وعي وفهم ودراية وتدبّر ؛ لأنّ الحاجز خطير ! يقول أحد الخبراء في الاجتماع والسياسة : ( إنّ تفكير الشباب يختلف عن تفكير آبائهم ) [1] .
وبوسعنا أن نُشبّه هذه الأزمة بالصراع ، ومرادنا بذلك ( الصراع الفكري ) ، ولكي نتمكّن من بيان أهمية الموضوع ، ويتسنّى لمَن يريد دخول ساحة الصراع هذه ويَعدّ العدّة اللازمة له ، لابدّ أن ندرك أنّه لا يمكن حسم هذه المرحلة وإحلال السلام الشامل عن طريق الغضب وممارسات العُنف ، وعليه لابدّ لكلّ من الشباب وأوليائهم ، وكلّ مَن له تأثير في تنظيم الكيان الأُسري والنظام الاجتماعي ، من مراعاة الأمور التالية من أجل استيعاب كلام بعضهم وتقليل الفاصلة الزمانية بين الفكر والإرادة :