لو نادينا شخصاً من مكانٍ بعيد ، لمَا أمكنهُ أن يسمع صوتنا جيّداً ولمَا استوعبه ، فلا نكون قد توصّلنا إلى عملٍ إيجابي يُذكر ، وقد رويت بهذا الصدد قصّة عن أربعة أشخاص من جنسيات مختلفة اصطحبوا في طريقٍ ، وبعد أن ضمّوا أموالهم إلى بعضها ليشتروا متاعاً لهم ، رغم عدم معرفة بعضهم لغة بعض ، قال الفارسي : من الأفضل أن نشتري ( أنكور ) ، إلاّ أنّ العربي اعترضَ عليه قائلاً : لا ، الأفضل أن نشتري ( عِنباً ) ، فردّ عليه التركي : لا ، الأفضل أن نشتري ( أُزُم ) ، فاعترضَ الرومي قائلاً : الأفضل أن نشتري ( استافيل ) ، ولو أنّهم دقّقوا جيّداً لاكتشفوا أنّهم لم يريدوا إلاّ شيئاً واحداً ، وفي كلتا القضيّتين المتقدّمتين هناك بعض المشتركات ، وهي :
1 ـ إنّ مراد المنادي والسامع ، ومراد هؤلاء الأشخاص الأربعة شيءٌ واحد .
2 ـ في القضية الأولى كان المانع من وصول صوت المنادي إلى السامع هو بُعد المسافة .
3 ـ في القضية الثانية كان سبب الاختلاف بين الأشخاص هو عدم استيعابهم للغة بعضهم ، ولكن ما الذي ينبغي لنا فعله لإيصال صوتنا ومرادنا والوصول إلى نتيجة عملية ، للحيلولة دون وقوع النزاع والاختلاف والخصومة ؟
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 49