اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 200
وطبعاً بالنسبة إلى وظيفة الآباء والأمّهات في تزويج أبنائهم ، يجب ـ مضافاً إلى ما تقدّم في فصل ( الزواج المدروس ) ـ التعرّف على الزوج أو الزوجة المناسِبة وتهيئة المال ومقدّمات الزواج ، ولابدّ أيضاً من رعاية المصلحة الواعية والصادقة والعقلائية ، ولكن على الوالدين أن لا يتمسّكا بالأذواق الفردية والإشكالات الواهية وغير المنطقية ، فيسلبون بذلك حرّية الاختيار من الشابّ ويعرّضون مصيره ومستقبله إلى الخطر ؛ لأنّ هذا النوع من الأفكار والسلوكيات غير اللائقة واللئيمة يؤدّي أحياناً إلى الإضرار بالأسرة والمجتمع ، والندم بعد فوات الأوان لا يُجدي شيئاً .
إنّ أكثر الآباء والأمّهات يُدركون ثقل مسؤوليتهم عن تزويج أولادهم ، بل ويثبتون ذلك على المستوى العملي من خلال تحمّل الصعاب والآلام ، ولكن مع ذلك قد نعثر على بعض الأشخاص الجاهلين والأنانيين الذين يقدّمون مصالحهم على مصالح الشباب من أولادهم ، وبذلك يظلمونهم ويظلمون أنفسهم !
وفي هذا الصدد نقرأ في صحيفة خبراً بعنوان ( رفض الأب لخمسين خطيباً ) : شكت فتاة تُدعى فريدة وتبلغ من العمر 19 سنة ، أباها إلى المحكمة العامّة في طهران بسبب رفضه لمَن يخطبها ، وقد ضاقت ذَرعاً من خشونة أخلاقه ، وإدمانه المخدّرات وطلاقه لأمّها في صغرها ، والضرب المُبرح الذي تنالهُ من زوجته الثانية وانجاز أعمال البيت ، وقالت للقاضي : تقدّم لخطبتي حتّى الآن خمسون شخصاً ، إلاّ أنّ أبي رفضهم جميعاً ، وحَبسني في البيت لأقضي له ما يحتاجهُ ، وقد سئمتُ هذا النمط من الحياة ، أنقذوني [1] .