اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 177
وعلى كلّ حال ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يوجّه إهانةً إلى أخيه ، حتّى لا يؤذيه ويُسبّب له عُقدة الحقارة ، ولكن إذا وجّه شخص إساءة إلى أخيه ، فلا ينبغي للأخير أن يضمر لهُ الحقد ويتربّص به الدوائر ليقابله بمثل إساءته ، وإنّما من أنجح طُرق العلاج وأنفعها : مقابلة الإساءة بالإحسان ، قال تعالى في محكم كتابه الكريم : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ )[1] .
ولذا فمن أجل التقليل من التحقير والتوهين ورفع النواقص والتخلّفات ومعالجة عُقدة الحقارة ، لابدّ من العلم بأنَّ أيّاً من إضمار الحقد والجريمة وردود الفعل السلبية سوف لا تجلب نفعاً ، بل ستزيد من حجم المشكلة وتعقيدها ، بل تسدّ طريق الحياة أحياناً ، وإنّما لعلاج ذلك ينبغي اللجوء إلى النظر إلى الأمور بواقعية مصحوبة بالأمل ، ونسيان الذكريات المرّة ، والتسلّح بسلاح العلم والمعرفة وإشباع الذهن بالأفكار الايجابية السامية ، وانجاز الأعمال الجسديّة الممتعة والنافعة ، ومقابلة الإساءة بالإحسان بُغية القضاء على عُقدة الحقارة ، وإذا كانت المشكلة أعمق بحيث لم يمكن معالجتها بالشكل العادي ، واضطربت السلسلة العصبية بشكلٍ وخيم ، فلابدّ حينها من مراجعة الطبيب المختصّ ، إلاّ أنّ أفضل الطُرق وأقلّها كُلفة وأكثرها تأثيراً لمعالجة عقدة الحقارة ، هو ما تقدّم أن ذكرناه في هذا المقال .