اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 158
طبعاً مع الالتفات إلى نفسيات الشباب يبدو من الصعب تطبيق ذلك على الواقع العملي ، ولكن لابدّ من الالتفات إلى أنّ هذه الصعاب بمثابة العَقَبات التي أمكنَ لكثير من الناس تجاوزها والوصول إلى أهدافهم .
زراعةُ عليّ ( عليه السلام )
وفي هذا الخصوص هناك قصص وشواهد تاريخية كثيرة ، منها : أنّ الإمام عليّاً (عليه السلام)حينما أُبعدَ عن حقّه في الخلافة كان يخرج ومعهُ أحمال النوى ، فيقال له : يا أبا الحسن ، ما هذا معك ؟ فيقول : ( نَخل إن شاء الله ) ، فيَغرسهُ فلم يغادر منه واحدة [1] ، ولم يكن يرى عاراً في ذلك بل يراه واجباً .
وعلى كلّ حال ، فإنّ الدَعة وطلب الراحة يُعدّان آفة وذلاً لكلّ كائن حيّ .
وليعلم الشباب المعاصر أنّهم إنّما حصلوا على ما هم عليه حالياً بفضل الجهود التي بذلها الآباء والأمّهات ، وما تجرّعوه من مرارة وغُصص ، وما تحمّلوه من مشاقٍ ، وما سهروهُ من الليالي .
الأمّهات المضحيّات
وقد سمعتُ شخصياً من بعض الآباء والأمّهات قَصصاً تدعو إلى الفخر والمُباهاة .
منها : إنّني شاهدتُ أمّاً في قرية تَجمع حبّات الحنطة المتناثرة والمتروكة على الأرض حبّة حبّة ، بعد أن تبحث عنها بين الحجارة ، فيجتمع عندها مقدار كيلو أو ثلاثة فتقوم ببيعه ، وعن هذا الطريق قامت بإعالة طفلها اليتيم حتّى كبرَ ، وبَنت له بيتاً وزوّجتهُ .
كما رأيتُ امرأة أخرى في طهران كانت مُثابِرة ومُجدّة ، إذ كانت تذهب إلى سوق الخُضَر فتجمع الخضروات المتروكة ، وتحملها على رأسها وتمضي بها عدّة كيلو مترات إلى بيتها مشياً ، ثمّ تقوم بتخليل ما جَمعتهُ وتبيعه إلى أصحاب الدكاكين ، وحثّت أبناءها على العمل وحَصلت على كثيرٍ من الزبائن ،