اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 149
يُحدّثنا التاريخ بأنّ معاوية بن أبي سفيان كان يشتري إيمان أصحاب علي (عليه السلام)، وتفريقهم عنهُ بواسطة ما يبعثهُ إليهم من شهيّ الطعام ولذيذه .
ومن تلك الموارد : قصّة العسل الذي بعثهُ إلى ( أبي الأسود الدؤلي ) ، وهو من خُلّص أصحاب الإمام ، والذي يُنسب إليه وَضع علم النحو بإشارة من الإمام علي (عليه السلام)، وقد بيَّن فضائل الإمام (عليه السلام)ومناقبهُ في شعره وأدبه .
( يُروى أنّ معاوية أرسل إليه هدية منها حلواء ، يريد بذلك استمالتهُ وصرفهُ عن حُبّ علي (عليه السلام)، فدَخلت ابنة صغيرة لهُ في الخامسة أو السادسة ، فأخذَت لقمة من تلك الحلواء وجَعلتها في فمها ، فقال لها أبو الأسود : يا بنتي ، ألقيهِ فإنّه سمّ ، هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويردّنا عن محبّة أهل البيت (عليهم السلام)، فقالت الصَبية : قبّحهُ الله يَخدعنا عن السيّد المطهّر بالشهد المزعفَر ، تبّاً لمرسله وآكله ، فعالَجت نفسها حتّى قائت ما أكلَت ، ثمّ قالت :
أبا الشهد المزعفَر يا بن هند * * * نـبيعُ عـليك أحساباً iiودينا
مـعاذَ الله كـيف يكون iiهذا * * * ومـولانا أمـير iiالـمؤمنينا
وبعد ذلك حَمل أبو الأسود الرسالة التي كان معاوية قد بعثَ بها إليه مع العسل ، واصطحبَ ابنته وسارا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)وحدّثاه بالخبر ، فابتسمَ الإمام ودَعا لهما ، وأباحَ لهما العسل بعد أن ضمّه في بيت المال ليكون حلالاً عليهما ) [1] .
ومهما كان ، فإنّ استخدام العقل والفكر وقدرة الإيمان عند مواجهة الشهوات والميول النفسية ، من الصفات التي يتحلّى بها الشباب ، ومن خلال الالتفات إلى هذه الحقيقة قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( خيرُ شبابكم مَن تشبّه بكهولكم ) [2].
آثارُ الإيمان وأضرار المعاصي
إنّا وإن تعرّضنا في طيّات هذه المقالة للأثر البنّاء الذي يلعبهُ الإيمان في الردع عن الوقوع في المعاصي والضلال ، وهذا ما ثبتَ لنا بالتجربة أيضاً ، إلاّ أنّه من المناسب أيضاً أن نتعرّض في الختام إلى آراء عددٍ من العلماء في هذا الخصوص :