اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 148
وقد كان محمّد بن سيرين بزّازاً جميل المُحيّا ، فَعشقتهُ امرأة وطلبتهُ لتشتري منه بزّاً ، فأدخلتهُ دارها وطلبَت منهُ الحرام ، قال : معاذ الله ، وشَرعَ في ذمّ الزنا ، فلم ينفع ذلك ، فخرجَ من عندها إلى الكنيف فلطّخَ بَدنهُ بالقذارات ، فلمّا رأتهُ المرأة بتلك الهيئة القبيحة تنفّرت منهُ فأخرجتهُ من دارها .
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن قَدَر على امرأة أو جارية حراماً فترَكها مخافة الله ، حرّم الله عزّ وجل عليه النار ، وآمَنهُ الله تعالى من الفزع الأكبر وأدخلهُ الله الجنّة ) [1] .
أجل ، لقد مَنعَ هذا الشاب دينهُ وتقواه من ارتكاب هذا العمل القبيح ، ولأجل ذلك ألهمَهُ الله هذا العلم ، فَقدّمت مؤلّفاته خَدَمات في مجال تفسير الأحلام والإرشاد ، ولا زالت مؤلّفاته من الكتب المعتمَدة .
4 ـ اجتنابُ أكل الحرام
إنّ الشريعة الإسلامية تمنع أكل الحرام ، وإنّ الذي يأكل الحرام ـ مضافاً إلى عدم انتفاعه بعبادته ـ سيعاقَب في الآخرة أيضاً .
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( مَن أكل لقمةً من حرام ، لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة ) [2] .
وقال أيضاً : ( إذا وقَعت اللقمة من حرام في جوف العبد ، لَعنهُ كلّ مَلَك في السماوات والأرض ) [3] .
وقال أيضاً : ( العبادةُ مع أكل الحرام كالبناء على الرمل ) [4] .
إنّ مسألة اجتناب أكل الحرام من المسائل التي شَغلت اهتمام المؤمنين طوال التاريخ الإسلامي ، على الخصوص إذا كان مصدر هذا الطعام الحاكم الظالم الذي يحاول شراء الذِمم ، وإيمان الناس عن هذا الطريق .
[1] عقابُ الأعمال : ص334 ، وسائل الشيعة : 11 / 199 .