responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 120

2 ـ حرٌّ أم عَبد ؟

كانت أصوات المعازف والغناء تتعالى من بيت ( بِشر بن الحارث بن عبد الرحمان المروزي ) ، حيث تحلّقت في الداخل مجموعة من المترَفين والخمّارين .

وكانت إحدى الخادمات قد خَرجت من البيت لتلقي بعض النفايات ، إذ مرَّ بها رجلٌ مهيب تبدو على جبهته آثار العبادة والسجود ، وبَدا عليه الاستياء ممّا تناهى إلى سمعهُ من الموسيقى والغناء ، وسألَ الخادمة :

ـ ( أصاحبُ هذه الدار عبدٌ أم حرّ ؟ )

فأجابتهُ : إنّه حرٌّ .

فقال لها : صَدقتِ ، لو كان عبداً لأطاعَ مولاه ) .

وقد أدّى حديث المرأة الخادمة مع ذلك الرجل المهيب إلى تأخيرها وقتاً ما عن العودة إلى المنزل ، ولأجل ذلك سألها مولاها بشرٌ عن سبب تأخيرها ، فأخبرتهُ بما جرى من حديثٍ بينها وبين الرجل ، وعندما سمعَ بشرٌ بجواب الرجل البالغ الحكمة ، اهتزّ لهُ كيانه ، وحدسَ مَن يكون ذلك الرجل ، وبدون أن يضيّع الوقت ، خرج يركض حافياً ليدركهُ ، ولم يطل بحثهُ حتّى وصلَ إليه ، ولم يكن ذلك الرجل سوى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وعاهَدهُ أن لا يعصي الله بعد ذلك أبداً .

كان بِشرُ بن الحارث من أبناء الأشراف المترَفين ، وكان يُعدّ من العصاة المنحرفين ، ومنذ تلك اللحظة التي أومضَ فيها ضوء الهداية في قلبه ، تركَ طريق الغواية ، واتّخذ جادّة الهدى والصلاح ، ولأنّه ركضَ حافياً وراء الإمام (عليه السلام)، سُمّي بـ( بِشر الحافي ) ، وأصبحَ من الأتقياء المؤمنين العارفين ، الذين عملوا على هداية الآخرين وتعليمهم الحكمة ، وتأثّر به خلقٌ عظيم .

وقد توفيَ بشر عن 75 عاماً ، في بغداد عام 227 للهجرة ، بعد أن مَنَّ الله عليه بحُسن العاقبة .

اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست