إنّ الاضطرابات الفكرية والنفسيّة الطاحنة ، قد يلتهم أُتونها المُحرق جانباً مهمّاً ، بل حتّى سنواتٍ من عُمرنا الغالي ، وإنّنا قد نعيش أشهراً من التردّد وتقسُّم الفؤاد من أجل انتخاب الفرع الدراسي أو نوع العمل ، ثمّ تكون عاقبة ذلك الحُزن وتجرّع الغُصص وجَذب الحَسَرات .
وقد ننفق أحياناً سنواتٍ من أعمارنا في عملٍ ما أو اختصاص دراسي ، إلاّ أنّنا بسبب عدم اكتشافنا لسرّ النجاح الكامل ، لا نستطيع أن نحصل على النتيجة المطلوبة ، ولا السرور الذي يُكافئ ما بذلناه من تعبٍ ونَصَب .
وبطبيعة الحال ، فإنّ عدم الوعي الكامل بهذه الحالات ، يوقِعنا في الأخطاء ، ويَحرمنا من الفائدة والربح ، ولكن ـ لا سمحَ الله ـ لو أنّ بعض الأفراد تورّطوا بالانحراف الأخلاقي ، وسلكوا جادّة الخطايا ، فإنّهم لن يُحرَموا فقط من الحصول على المكاسب ، وإنّما يتعرّضون أيضاً لفقد رصيدهم المادّي والإنساني ، وتَذهب أعمارهم نَهباً لرياح الضياع .
ما الذي يتعيّن علينا فعلهُ في مثل هذه الحالات ، لكي ندرأ عن أنفسنا ما يترتّب عليها من أضرار ومصائب تُهدّد حياتنا ؟
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 116