اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 114
وقد أمرَ الإمام (عليه السلام)بتوقيفه ، إلاّ أنّه غَضب وقال : ( ما أقبحَ بالرجل منكم أن يأتيَ بعض هذه الفواحش ، فيفضح نفسهُ على رؤوس الملأ ، ألا تابَ في بيته ، فو الله لتَوبتهُ فيما بينه وبين الله أفضل من إقامتي عليه الحدّ ) [1] ، وعلى أيّ حال ، فمهما كان الذنب منافياً للعفّة ، ومعدوداً من الانحرافات الجنسيّة ، والتجاوز على حقوق الآخرين ، وموجِباً لطلب إبرائهم ذمّة الفاعل ، إلاّ أنّه لأجل الحدّ من العواقب الوخيمة ، ودَفناً للقبائح ، فإنّ التوبة النصوح بين العبد وبين الله تكفي ، و ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )[2] .
ورويَ عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قوله : ( إنّ الله تعالى يُحبُّ الشابّ التائب ) [3] ، ومن ناحية أخرى ، فإنّ الله تعالى يَعدّ مَن لا يُسارع إلى التوبة إلى الله من ذنوبه ظالماً لنفسه ، قال سبحانه : ( وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )[4] ؛ ذلك أنّ التوبة من الذنب واجب فوريّ ، وأمّا قول الإمام الباقر (عليه السلام): ( إنّما أهلكَ الناس العَجلة ، ولو أنّ الناسَ تثبّتوا لم يَهلك أحد ) [5] ، فإنّما ذلك في الأمور الدنيويّة التي تتطلّب التأنّي ، لا في التوبة ؛ فإنّها تستدعي الإسراع بها ، وخيرُ البرّ عاجلهُ .
آثارُ الذنوب
حينما نتحدّث عن الآثار الضارّة للذنوب على الفرد والمجتمع ، يجب أن نعلم أنّ هذه الآثار لا ينحصر العقاب عليها في عالَم الآخرة فقط ، بل إنّ آثارها تظهر في الحياة الدنيا على ملامح الإنسان ، وتؤدّي إلى ظلمة قلب الإنسان وروحهُ ، وتَحرمهُ من لذّة الارتباط المعنوي بالله ، وتَذوّق لذّة العبادة ، وتسلب عنهُ عناية الله عزّ وجل .