اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 106
وكما ذكرنا فيما تقدّم ، فإنّه إذا لم يكن في الحياة ( مصباح الأمل ) ، فإنّ حياتنا برمّتها سوف تكتنفها الظلمة والخوف والأوهام المُميتة ، وتتبدّل ساحتها إلى موقد من النار المُحرقة .
يقول النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( الأملُ رحمة لأمّتي ، ولولا الأمل ما رَضَعت والدة ولدها ، ولا غرسَ غارسٌ شجراً ) [1] .
ويقول ( صلّى الله عليه وآله ) أيضاً : ( مَن كان يأمل أن يعيش غداً ، فإنّهُ يأمل أن يعيش أبداً ) [2] .
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): ( كُن لِمَا لا ترجو أرجى منك لِمَا ترجو ؛ فإنّ موسى (عليه السلام)ذهب يقتبس لأهله ناراً ، فانصرفَ إليهم وهو نبيٌّ مُرسل ) [3] .
ويقول الدكتور صاموئيل سمايلز : ( الأملُ ضروري للجميع ، فبوجود الأمل يتمكّن الإنسان بسهولة من تحمّل المصائب ومتاعب الحياة ، ولكن أسوأ الأشخاص ، هم أصحاب الآمال الكثيرة ، إلاّ أنّهم لا يستخدمون طاقاتهم في السعي والعمل ) [4] .
إنّ فقدان الأمل مرض نفسيّ ، يؤدّي إلى اضطراب الإنسان ، وعدم قدرته على النشاط والسعي ، وهو من الخصال المؤذية المذمومة من وجهة نظر الإسلام ، والتي أدانها علماء المسلمين وشعراؤهم ، ودَعَونا جميعاً إلى الوقاية منها والنجاة من كابوسها وآثارها الضارّة .
يقول جلال الدين محمد البلخي المولوي [5] : ( قال الأنبياء : إنّ اليأس قبيح ، إذ لا نهاية لفضل الله ورحمته ، ومهما كان العمل صعباً أوّل وَهلة ، فإنّ صعوبتهُ سرعان ما تزول ، وإنّ الآمال تُبدّد اليأس كما يُبدّدُ الظلامَ ضياءُ الشمس ) .