اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 105
2 ـ الأملُ العقلائي
إنّ الأمل الذي لا يستند إلى أساس ، ولا يدعمهُ التدبير والسعي ، لا يُعدّ أمَلاً عقلائيّاً .
ذلك أنّ أئمّة الدين ، وكبار الفلاسفة والعلماء ، والذين تمكّنوا بالوعي والعلم والتجربة ، أن يشقّوا أمواج الصعوبات ويحطّموا صخورها الصَلبة ، قد وضعوا بين أيدينا من التوجيهات والنصائح ، ما يؤكّد ضرورة اقتران الأمل بالعمل .
ولأجل ذلك ، فإنّ الآمال التي لا أساس لها ، والتي لا يرافقها السعي والعمل ، تُعدّ آمالاً كاذبة .
وقد كتبَ الإمام علي (عليه السلام)إلى زياد بن أبيه ، وهو خليفة عامله عبد الله بن عبّاس على البصرة ، قائلاً :
( أترجو أن يُعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبّرين ! وتطمع ـ وأنت متمرِّغ في النعيم ، تَمنعهُ الضعيف والأرمَلة ـ أن يوجب لك ثواب المتصدّقين ، وإنّما المرءُ مجزيٌ بما أسلفَ ، وقادمٌ على ما قدَّم ) [1] .
ويقول الإمام الباقر (عليه السلام): ( إيّاك والرجاء الكاذب ، فإنّه يوقِعك في الخوف الصادق ) [2] .
ويقول اللورد آفيبوري : إنّ أكثر الأشياء أهميةً أن نعرف أوّلاً ما الذي نريده ، ثمّ نعمل من أجل الوصول إليه [3] .
3 ـ الأملُ المضيء
حينما يتوجّه الطلاب والجامعيّون إلى مَعاهد العلم ، والموظّفون إلى الدوائر ، والعمّال إلى المناجم والسهول والصحاري ، متحمّلين الحرّ والبرد والمصاعب ، وجميع المُزعجات والمنغّصات ، فإنّهم إنّما يفعلون ذلك بأمل توفير وسائل عيشهم واحتياجات حياتهم المادّية والمعنوية ، بنحوٍ يمكنهم من تحقيق البقاء والتكامل .