اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 80
وجهها و أهوت الى جيبها فشقته و خرت مغشية عليها، فقام اليها الحسين عليه السّلام فصب على وجهها الماء حتى أفاقت ثم عزاها بما مر، ثم قال: و كل شيء هالك الا وجهه الذي خلق الخلق بقدرته و يبعث الخلق و يعيدهم و هو فرد وحده، جدي خير مني و ابي خير مني و امي خير مني و اخي خير مني و لي و لكل مسلم برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم أسوة، فعزاها بهذا و نحوه و قال لها: يا أختاه اني أقسمت عليك فابري قسمي، لا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها و لا تدعي علي بالويل و الثبور اذا انا هلكت.
و كتب الحر الى عبيد اللّه بن زياد يعلمه بنزول الحسين عليه السّلام بكربلاء فكتب ابن زياد الى الحسين عليه السّلام.
اما بعد فقد بلغني يا حسين نزولك بكربلاء و قد كتب اليّ أمير المؤمنين يزيد ان لا أتوسد الوثير [1] و لا أشبع من الخمير او الحقك باللطيف الخبير او ترجع الى حكمي و حكم يزيد و السلام.
فلما قرأ الحسين عليه السّلام الكتاب ألقاه من يده و قال: لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فقال له الرسول: الجواب يا أبا عبد اللّه، فقال: ما له عندي جواب لأنه قد حقت عليه كلمة العذاب، فرجع الرسول الى ابن زياد فأخبره، فاشتد غضبه و جهز اليه العساكر و جمع الناس في مسجد الكوفة و خطبهم و مدح يزيدا و أباه و ذكر حسن سيرتهما و وعد الناس بتوفير العطاء و زادهم في عطائهم مائة مائة، و أمر بالخروج الى حرب الحسين عليه السّلام.