اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 178
من كلب سوء جروا، فقال له النعمان بن بشير: انظر ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يصنعه بهم فاصنعه بهم و نظر رجل من أهل الشام أحمر الى فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام، فقال: يا أمير هب لي هذه الجارية، قالت فاطمة:
فارتعدت و ظننت ان ذلك جائز عندهم، فأخذت بثياب عمتي زينب و قلت:
يا عمتاه أوتمت و استخدم، و كانت عمتي تعلم ان ذلك لا يكون، فقالت عمتي: لا حبا و لا كرامة لهذا الفاسق، و قالت للشامي: كذبت و اللّه و لؤمت و اللّه ما ذاك لك و لا له، فغضب يزيد و قال: كذبت ان ذلك لي و لو شئت ان أفعل لفعلت، قالت زينب: كلا و اللّه ما جعل اللّه لك ذلك إلا ان تخرج من ملتنا و تدين بغيرها، فاستطار يزيد غضبا و قال: اياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك و أخوك، قالت زينب: بدين اللّه و دين أبي و دين أخي اهتديت أنت وجدك و أبوك ان كنت مسلما، قال: كذبت يا عدوة اللّه، قالت له: أنت أمير تشتم ظالما و تقهر بسلطانك فكأنه استحيا و سكت، فعاد الشامي فقال:
هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد: اعزب وهب اللّه لك حتفا قاضيا. و في رواية فقال الشامي: من هذه الجارية فقال: هذه فاطمة بنت الحسين عليه السّلام و تلك زينب بنت علي، فقال الشامي: الحسين ابن فاطمة و علي بن أبي طالب، فقال: نعم، فقال الشامي: لعنك اللّه يا يزيد تقتل عترة نبيك و تسبي ذريته، و اللّه ما توهمت الا انهم سبي الروم، فقال يزيد: و اللّه لا لحقنك بهم ثم أمر به فضربت عنقه.
ثم دخل نساء الحسين عليه السّلام و بناته على نساء يزيد فقمن إليهن و صحن و بكين و اقمن المأتم على الحسين عليه السّلام، ثم أمر لهم يزيد بدار تتصل بداره و قيل أمر بهم الى منزل لا يكنهم من حر و لا برد، فأقاموا فيه حتى تقشرت وجوههم، و كانوا مدة مقامهم بالشام ينوحون على الحسين عليه السّلام.
اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 178