اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 152
كل عدو و صديق، ثم ان سكينة بنت الحسين عليه السّلام اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عدة من الاعراب حتى جروها عنه.
و لما رحل ابن سعد عن كربلا خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية الى الحسين عليه السّلام و أصحابه فصلوا على تلك الجثث الطواهر و دفنوها، فدفنوا الحسين عليه السّلام حيث قبره الآن و دفنوا ابنه عليا الأكبر عند رجليه، و حفروا للشهداء من أهل بيته و لأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين عليه السّلام، فجمعوهم فدفنوهم جميعا في حفيرة واحدة و سووا عليهم التراب و يقال ان أقربهم دفنا الى الحسين عليه السّلام ولده علي الأكبر، فيزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليه السّلام و يومي الى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم. و دفنوا العباس بن علي عليهما السّلام في موضعه الذي قتل فيه على المسناة بطريق الغاضرية حيث قبره الآن، و دفنوا بقية الشهداء حول الحسين عليه السّلام في الحائر.
قال المفيد عليه الرحمة: و لسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق و التفصيل الا أنا لا نشك ان الحائر محيط بهم رضي اللّه عنهم و أرضاهم.
و سار ابن سعد بسبايا أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم، فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن، فأشرفت امرأة من الكوفيات و قالت: من أي الأسارى انتن؟فقلن لها: نحن أسارى آل محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم، فنزلت من سطحها فجمعت لهن ملاء و أزرا و مقانع، و جعل أهل الكوفة ينوحون و يبكون، فقال علي بن الحسين عليهما السّلام: اتنوحون و تبكون من أجلنا فمن ذا الذي قتلنا؟قال بشر بن خزيم الأسدي: و نظرت الى زينب بنت علي عليهما السّلام يومئذ فلم أر خفرة انطق منها كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السّلام، و قد أو مأت الى الناس ان اسكتوا فارتدت الأنفاس و سكنت الأجراس [1] ، ثم قالت: