responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 311

و قال المير عبد اللطيف في «التحفة» [1]:

«مولانا محمد هادي القوّاس، كان في بداية الأمر مشغولا بالحياكة و صنع الأقواس، و لما كان طبعه موزونا و بالحكمة مقرونا ينشئ بيتا أو بيتين، غير مكترث بالوزن في البين، و صار يقرؤه امام الأقران و الأماثل، و ينشده لكل راكب و راجل، حتى بلغ خبره الى عمّي (السيد عبد اللّه) و انه (رحمه اللّه)، من حيث كان عارفا قدر أرباب الفن، و حافظا منزلة كملة الزمن، أدرك لطافة طبعه أيضا، فجلبه من بيته، و نزعه من بيئته، و ألبسه لباسا آخر، و صبغه بصبغ أبهر، فسعى في تعليمه و تأديبه، و جدّ في تحسينه و تهذيبه.

فما مضت أيام، الا و انسلك في سلك الشعراء الحلو الكلام، و صار شاعرا و أديبا راقي المقام، فجعل يصرف قسمة من أوقاته في بيع الثياب، و باقيها في تحصيل العلم و الآداب، حتى صار من أمهر الشعراء، و أشهر الأدباء يقصده الرجال، و تضرب به الأمثال، تنشد أشعاره في المحافل و المجالس، و تحكى حكاياته بين كل ماش و جالس، كان ينظم الأبيات بكمال النباهة، و يؤرّخ المقطّعات بالعجالة و البداهة.

انه نظم قصيدة في ولادة السيد نعمة اللّه بن السيد حسين خان في خمسين بيتا، يستخرج من كل مصراعه تاريخا هجريا، و فارسيا، و روميا، و جلاليا على الترتيب، من دون أن يورد فيها ألفاظا غير مأنوسة، أو كلمات غير مألوفة، و الحق أنه صنع باهر، لا يقدر عليه الا أستاذ ماهر، و ها أنا أنقل لكم منها بيتا بقي في ذاكرتي:

نعمت اللّه ز حق شد نامش * * * ز اسد طالع والايش دان

توفي قبل مدة (رحمه اللّه)» [2]


[1] ص 171

[2] تعريب ما في تحفة العالم (ص 17) و زمان وفاة القواس التقريبى قبل سنة (1220) لان القائل بهذه الكلمات و هو المير عبد اللطيف صاحب التحفة، لم يعش بعدها.

اسم الکتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست