responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب الهداية المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 4

ويجب أن يعتقد ان عرفنا الله بالله[1]، كما قال أمير المؤمنين علي بن ابيطالب (عليه السلام): اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، واولى الامر بالمعروف والعدل والاحسان.

وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) بما عرفت ربك؟ فقال: بما عرفني نفسه، فقيل وكيف عرفك نفسه؟ فقال: لا يشبه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، وأمام كل شئ ولا يقال: شئ له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج من الاشياء لا كشئ من شئ خارج، سبحان من هو كذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ مبتداء.

ويجب أن يعتقد أن رضاء الله ثوابه وغضبه عقابه، لان الله لا يزول من شئ إلى شئ، ولا يستفره[2] بشئ ولا بغيره.

وسئل الصائق (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى "


[1] الصحيح وكلمة حكمة ينطق بها ونحن مع ذلك جاهلين بجوهر ذاته وكنه عقله ولا نرى انفسنا في حاجة إلى العلم به بل نعد الخوض في مثل ذلك حاجبا عن الوقوف على قدر الرجل وتكريمه واجلاله معرفة الله بالله هى معرفته بما نصبه للناس من اعلام ترشدهم اليه وآيات تعرفهم جماله وجلاله وبما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان انبيائه وحججه وبما يعرف للمخلصين من عبادة الذين كمل ايمانهم وطايت نفوسهم وزالت الحجب عن بصائرهم كما قال على (عليه السلام): (لم تره العيون بمشاهدة الابصار بل تره القلوب بحقايق الايمان) والكتاب العزيز وأقول العترة الطاهرة من بيان ذلك ملاء ومعرفة الرسول بالرسالة هى النظر فيما يدعو اليه والتوفيق بينه وبين ما يحكم به العقول المستقيمة، وبين ما اخبر به النبى السابق من الاوصاف في حقه، وبين أقواله وافعاله وادعائه واعجازه، ومن اعطى النظر حقه في أحوال الانبياء (عليهم السلام) وكلامهم، وما ظهر متهم من الافعال حصل له المقياس، فيعلم به الصادق من الكاذب، والنبى من المتنبى، والانبياء يمتازون عن غيرهم في منطقهم وعلمهم وعملهم وسيرتهم ووصفهم الله واليوم الآخر وهذا كان طريق السلف الصالح وكثير من السابقين الاولين ومن لا يقدر على ذلك فطريقه إلى معرفة النبى (صلى الله عليه وآله) اتباع ذوى العقول السليمة والعلماء والنظر في المعجزات وهى حجة على الخلق سواء والكلام في اولى الامر مثل الكلام في الانبياء (صلوات الله عليهم أجمعين).

[2] اى لا ينشط.

اسم الکتاب : كتاب الهداية المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست