خرج (شيخنا الأنصاري) من الدنيا نقي الثوب عن حطامها لم يدنسه بشيء من زخارفها و زبرجها.
خلف (شيخنا الأنصاري) تركة تعادل قيمتها ثلاثة دنانير من (العملة العراقية).
لم تمر على وفاة (شيخنا الأنصاري) دقائق إلا و قد سرى الحزن و البكاء و العويل بين سكان مدينة العلم و معهدها الأكبر على اختلاف طبقاتهم فدخلوا داره مهرعين مسرعين.
أخرج الجثمان الظاهر جثمان أبلته العبادة من داره على رءوس رواد العلم و أبنائه البار كلهم عويل و بكاء فغسل و كفن و صلي عليه و جدد به العهد مع مولاه، ثم أقبر في مثواه الأخير بجوار مولاه (أمير المؤمنين) عليه الصلاة و السلام في الحجرة المتصلة بباب القبلة على يسار الداخل في الصحن الشريف.
قام رجل من بيت شرف و كرم بفاتحة تتناسب و شخصية الشيخ ستة أيام بلياليها في (النجف الأشرف).
اذيع نبأ وفاة (شيخنا الأنصاري) في الأصقاع الشيعية ذاك النبأ المؤلم الذي اهتز لهوله كل أحد فخيم على البلاد السكوت، و أصيبت برجة عنيفة فعاد صخبها الى سكون، و ضجيجها الى هدو، و حركتها الى وقوف و نشاطها الى عكوف، و ابتسامها الى وجوم، و بشرها الى عبوس.
اقيمت الفواتح في البلاد كلها من شتى طبقاتهم على روحه الطاهرة دامت أياما و أسابيع.
قيلت مراثي كثيرة في وفاة (الشيخ الأنصاري) جاوزت العشرات بالعربية و الفارسية: لا يسع المقام لذكرها انتخبنا منها ثلاثة أبيات قالها المرحوم (الشيخ محمد علي كمونة) جد أسرة كمونة كربلاء.