responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 56

ـ 14 ـ

البُعد الاجتماعي للإسلام

يدلّ على ذلك قوله تعالى : ( ... وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ ... لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، على ما مرّ بيانه وآيات أُخَر كثيرة .

وصفة الاجتماع مرعيّة مأخوذة في الإسلام في جميع ما يمكن أن يؤدّي بصفة الاجتماع ، من أنواع النواميس والأحكام ، بحسب ما يليق بكلٍّ منها من نوع الاجتماع ، وبحسب ما يمكن فيه من الأمر والحثّ الموصل إلى الغرض ، فينبغي للباحث أن يعتبر الجهتين معاً في بحثه .

فالجهة الأُولى من الاختلاف ، ما نرى أنّ الشارع شرّع الاجتماع مستقيماً في الجهاد ، إلى حدٍّ يكفي لنجاح الدفاع وهذا نوع ، وشرّع وجوب الصوم والحجّ مثلاً للمستطيع غير المعذور ، ولازمه اجتماع الناس للصيام والحجّ وتممّ ذلك بالعيدين : الفطر ، والأضحى ، والصلاة المشروعة فيهما ، وشرّع وجوب الصلوات اليومية عينياً لكل مكلّف ، من غير أن يوجب فيها جماعة واحدة في كل أربعة فراسخ ، وهذا نوع آخر .

والجهة الثانية ، ما نرى أنّ الشارع شرّع وجوب الاجتماع في أشياء بلا واسطة ـ كما عرفت ـ وألزم على الاجتماع في أمور أُخرى غير واجبة ، لم يوجب الاجتماع فيها مستقيماً ، كصلاة الفريضة مع الجماعة ، فإنّها مسنونة مستحبّة ، غير أنّ السنّة جرت على أدائها جماعة ، وعلى الناس أن يُقيموا السنّة ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ في قوم من المسلمين تركوا الحضور في الجماعة ـ : ( ليوشك قوم يدَعُون الصلاة في المسجد ، أن نأمر بحطب فيوضَع على أبوابهم ، فتوقَد عليهم نار فتُحرق عليهم بيوتهم ) .

وهذا هو السبيل في جميع ما سنّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيجب حفظ سنّته على المسلمين ، بأيّ وسيلة أمكنت لهم ، وبأيّ قيمة حصلت .

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست