responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 15

الحسّ والتجربة يشهدان بذلك في القوى والخواص الفاعلة والمنفعلة معاً ، فمهمّة الجماعة وإرادتها في أمر ـ كما في موارد الغوغاءات وفي الهجمات الاجتماعية ـ لا تقوم لها إرادة معارضة ، ولا مضادّة من واحد من أشخاصها وأجزائها ، فلا مفرّ للجزء من أن يَتْبع كلَّه ويجري على ما يجري العامة ، كما في موارد الانهزام وانسلاب الأمن والزلزلة والقحط والوباء أو ما هو دونها ، كالرسومات المتعارفة والأزياء القومية ونحوهما تضطرُّ الفرد على الاتّباع ، وتسلب عنه قوّة الإدراك والفكر .

وهذا هو الملاك في اهتمام الإسلام بشأن الاجتماع ، ذلك الاهتمام الذي لا نجد ولن نجد ما يُماثله في واحد من الأديان الأُخر ، ولا في سُنن الملل المتمدّنة ( ولعلّك لا تكاد تُصدِّق ذلك ) ، فإنّ تربية الأخلاق والغرائز في الفرد ـ وهو الأصل في وجود المجتمع ـ لا تكاد تنجح مع كينونة الأخلاق والغرائز المعارضة والمضادّة القوية القاهرة في المجتمع إلاّ يسيراً ، لا قدر له عن القياس والتقدير .

فوضع أهمّ أحكامه وشرائعه ، كالحج والصلاة ، والجهاد والإنفاق ، وبالجملة التقوى الديني على أساس الاجتماع ، وحافظ على ذلك ، مضافاً إلى قوى الحكومة الإسلامية الحافظة لشعائر الدين العامة وحدودها ، ومضافاً إلى فريضة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، العامة لجميع الأمّة بجعل غرض المجتمع الإسلامي ـ وكل مجتمع لا يستغني عن غرض مشترك ـ هي السعادة الحقيقية ، والقُرب والمنزلة عند الله ، وهذا رقيب باطني لا يخفى عليه ما في سريرة الإنسان وسرِّه ـ فضلاً عمّا في ظاهره ـ وإن خفي على طائفة الدعاة وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا هو الذي ذكرنا أنّ الإسلام تفوّق سنّة اهتمامه بشأن الاجتماع سائر السُنن والطرائق .

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست