responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 10

عن نوح (عليه السلام) ، وهو أقدم الأنبياء أولي الشريعة والكتاب ، ثمّ عن إبراهيم ، ثمّ عن موسى ، ثمّ عن عيسى (عليهم السلام) ، وقد كان في شريعة نوح وإبراهيم النَّزر اليسير من الأحكام ، وأوسع هؤلاء الأربعة شريعة موسى ، وتتبعه شريعة عيسى على ما يُخبر به القرآن ، وهو ظاهر الأناجيل ، وليس في شريعة موسى ـ على ما قيل ـ سوى ستمائة حكم تقريباً .

فلم تبدأ الدعوة إلى الاجتماع دعوة مستقلّة صريحة ، إلاّ من ناحية النبوّة في قالب الدين ، كما يُصرّح به القرآن ، والتاريخ بصدقه .

ـ 3 ـ

ـ الإسلام وعنايته بالمجتمع ـ

لا ريب أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي أسّس بنيانه على الاجتماع صريحاً ، ولم يُهمل أمر المجتمع في أقلّ شأن من شؤونه ، فانظر ـ إن أردت زيادة التبصر في ذلك ـ إلى سعة الأعمال الإنسانية التي تعجز عن إحصائها الفكرة ، وإلى تشعُّبها إلى أجناسها ، وأنواعها ، وأصنافها ، ثمّ انظر إلى إحصاء هذه الشريعة الإلهية لها وإحاطتها بها وبسط أحكامها عليها ، ترى عجباً ، ثمّ أنظر إلى تقليبه ذلك كلّه في قالب المجتمع ، ترى أنّه أنفذ روح الاجتماع فيها غاية ما يمكن من الإنفاذ .

ثمّ خُذْ في مقايسة ما وجدته بسائر الشرائع الحقّة التي يعتني بها القرآن ، وهي شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، حتى تُعاين النسبة وتعرف المنزلة .

وأمَّا ما لا يعتني به القرآن الكريم ، من الشرائع كأديان الوثنية والصابئية والمانوية والثنوية ، وغيرها ، فالأمر فيها أظهر وأجلى .

وأمّا الأُمم المُتمدّنة وغيرها ، فالتاريخ لا يذكر من أمرها إلاّ أنّها كانت تتّبع ما ورثته من أقدم عهود الإنسانية من استتباع الاجتماع بالاستخدام ،

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست