اسم الکتاب : قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : التستري، الشيخ اسد الله الجزء : 1 صفحة : 360
أعافس و أمارس لقد قال باطلا و نطق آثما.
لو صدقنا افتراءك عليه (عليه السلام) كانت دعابته أحسن من خلقك الفظّ، حيث أنّ الناس الى من فيه دعابة اميل و من الفظّ نفور، فكان الناس يتحامون فى الصلاة معه عن الصف الاول و به تمّ قتله.
قال عمر بن ميمون- كما في خلفاء ابن قتيبة- شهدت عمر يوم قتل فما منعني أن اكون فى الصف الاول الا هيبته، فكنت فى الصف الذي يليه، و كان لا يكبر حتى يستقبل الصفّ المتقدم بوجهه، فان رأى رجلا متقدما من الصف او متأخرا أضربه بالدرة، فذلك الذي منعني من التقدم، فأقبل لصلاة الصبح و كان يغلس بها، فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة فطعنه ثلاث طعنات.
ثم كيف كان فاذا كان (عليه السلام) ان وليهم يهديهم الى اللّه تعالى و يحملهم على الحق الواضح و المحجة البيضاء كما اعترف به و لم يكن غرض اللّه تعالى من ارسال الرسل و انزال الكتب الا هداية الناس و حملهم على الحق الواضح و المحجة البيضاء، كان الواجب أن يتحمل دعابته و يعينه بالخصوص لا أن يدخله فى الستة في الصورة و يخرجه في المعنى، بجعل ابن عوف الّذي كان صهر عثمان و مائلا عنه (عليه السلام) إليه حكما، و لذا قال (عليه السلام) في خطبته الشقشقية «زعم أنّي أحدهم» و قالوا «زعم مطية الكذب» أ ما سمع الرجل قوله تعالى «أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»[1] و لكنّه اتّبع هواه في عثمان «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»[2].
(السادس و السبعون)
في شرح المعتزلي أيضا: لمّا توفّى عبد اللّه بن أبي رأس المنافقين في حياة النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) جاء ابنه و أهله فسألوا النبيّ ان يصلّي عليه، فقام بين يدي الصفّ يريد ذلك، فجاء عمر فجذبه من خلفه و قال: أ لم ينهك اللّه أن تصلّي على المنافقين. فقال: إنّي خيرت فاخترت فقيل لي «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ»[3]. و لو أعلم انّي اذا زدت على السبعين غفر له لزدت- ثمّ