responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : التستري، الشيخ اسد الله    الجزء : 1  صفحة : 104

قلت: مصداق قوله (عليه السلام) فى الجواب عن السؤال الاول «من البصير بالليل و النهار» صرمة بن أبي أنس من بني نجّار الخزرج، فانّه فارق الأوثان فى الجاهلية و قال: أعبد ربّ ابراهيم، و لما قدم النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) المدينة أسلم و حسن اسلامه، و هو القائل فى الجاهلية فى اللّه تعالى:

سبّحوا للّه شرق كلّ صباح‌ * * * طلعت شمسه و كلّ هلال‌

و القائل في الاسلام في النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم):

ثوى في قريش بضع عشرة حجّة * * * بمكة لا يلقى صديقا مواتيا

و يعرض في أهل المواسم نفسه‌ * * * فلم ير من يوفي و لم ير داعيا

فلمّا أتاه اظهر اللّه دينه‌ * * * و أصبح مسرورا بطيبة راضيا

و النجاشيّ ملك الحبشة آمن بعيسى (عليه السلام) و رسل قبله، ثم لمّا سمع آيات سورة مريم من جعفر بن أبي طالب الّذي استجار به من قريش على ما في رواياتنا بكى و آمن بالنبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

و عن السؤال الثاني «من الأعمى بالليل و البصير بالنهار» اكثر الصّحابة، و عن السؤال الثالث «من البصير بالليل و الاعمى بالنهار» أمية بن أبي الصّلت، فانّه كان في الجاهلية قرأ الكتب و رغب عن عبادة الأوثان، و كان يخبر بأنّ نبيا يبعث قد أظل زمانه، فلمّا سمع بخروج النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كفر حسدا، و لمّا أنشد على النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) شعره قال: آمن لسانه و كفر قلبه‌ [1].

(الثالث) روى الصدوق في توحيده عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) أنّ يهوديا سأل عليا (عليه السلام) فقال: أخبرني عمّا ليس للّه، و عمّا ليس عند اللّه و عمّا لا يعلمه اللّه. فقال (عليه السلام): أما ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم معشر اليهود انّ عزيزا ابن الله و الله لا يعلم له ولدا، و أما قولك ما ليس للّه فليس للّه شريك، و أما قولك ما ليس عند اللّه فليس عند الله ظلم للعباد. فقال اليهودي: أنا اشهد أن لا إله إلّا الله و أنّ محمدا رسول الله.

(الرابع) في المناقب سأله (عليه السلام) رأس الجالوت- بعد ما سأل ابا بكر فلم يعرف- فقال: ما اصل الاشياء؟ فقال (عليه السلام): هو الماء لقوله تعالى‌ «وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‌ءٍ


[1]. هو أميّة بن عبد اللّه أبي الصّلت بن أبي ربيعة الثقفي (..- 5 ه) شاعر جاهلي حكيم من أهل الطائف لم يدخل الاسلام حسدا و لانّ ابني خاله قتلا بوقعة بدر، و قال في الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): أشهد أنّه على حق و له في الرسول شعر و تجد أخباره في: خزانة الأدب للبغدادي، ج 1، ص 119، و جمهرة أنساب العرب لابن حزم، ص 257، و الشعر و الشعراء لابن قتيبة، ص 176.

اسم الکتاب : قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : التستري، الشيخ اسد الله    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست