الفصل الثانى عشر في أجوبته (عليه السلام) عن المسائل اللغزيّة

و فيه أخبار:

(الاول) في خصائص الرّضي‌ [1]، قال كعب الاحبار [2] له (عليه السلام): أخبرني عمّن لا أب له، و عمّن لا عشيرة له، و عمّن لا قبلة له؟ قال: أما من لا أب له فعيسى، و أما من لا عشيرة له فآدم، و أما من لا قبلة له فهو البيت الحرام هو قبلة و لا قبلة له- هات يا كعب. فقال:

أخبرني عن ثلاثة أشياء لم تركض في رحم و لم تخرج من بدن. فقال (عليه السلام): هي عصا موسى، و ناقة ثمود و كبش ابراهيم (عليه السلام)- هات يا كعب. فقال: بقيت خصلة فان أنت أخبرتني بها فأنت أنت. قال: هلمّها يا كعب. قال: قبر سار بصاحبه. قال: ذلك يونس بن متّى إذ أسجنه اللّه في بطن الحوت.

(الثّاني) عن صفوة الاخبار قال: قام ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:

أخبرني عن بصير بالليل بصير بالنهار، و عن بصير بالنهار أعمى بالليل، و عن بصير بالليل أعمى بالنهار. فقال (عليه السلام) له: سل عمّا يعنيك و دع ما لا يعنيك: أما بصير بالليل بصير بالنهار فهذا رجل آمن بالرسل الذين مضوا و أدرك النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فآمن به فأبصر في ليله و نهاره، و أمّا اعمى بالليل بصير بالنهار فرجل جحد الأنبياء الذين مضوا و الكتب و أدرك النبيّ فآمن به فعمى بالليل و أبصر بالنهار، و أما أعمى بالنهار بصير بالليل فرجل آمن بالانبياء و الكتب و جحد بالنبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فأبصر بالليل و أعمى بالنهار.

[1]. ذكر مفصّلا فى الهامش الرقم 91 فيما تقدم.

[2]. كعب الأحبار (...- 32 ه-) هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، أسلم في زمن أبي بكر، و سكن المدينة في دولة عمر، و رحل الى سوريا و سكن مدنية حمص و مات فيها، و نقلت المصادر العربيّة و غيرها عنه كثيرا من أخبار الأمم الغابرة بعد أن عاش اكثر من قرن و قيل عن مائة و أربع سنين، و في اقواله مسائل فيها نظر.