responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب العقيدة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 170

تأكيد عدم التحريف

5 ـ من الظاهر أن القرآن المجيد يثبت نفسه بنفسه، وأنه ليس من إنشاء البشر، كما قال عز من قائل: ((وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللهِ)) [1]. وهو من أجل ذلك في غنى عن التواتر، وإن كان متواتر. ولذا صار معجزة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشاهداً بصدقه، مع أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد انفرد بنسبته لله تعالى، ولم يشهد له بذلك أحد. فلولا أنه يثبت نفسه بنفسه، وأنه في غنى عن التواتر، لم يصلح لذلك. وإلى ذلك تشير جميع الآيات المتضمنة للتحدي، كقوله تعالى: ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً)) [2]، وغيره.

وحينئذٍ فالأخبار الموهمة للتحريف إن تضمنت الزيادة في الموجود بين الدفتين أو التغيير فيه، بحيث لا يكون بعض ما بين الدفتين من القرآن الحقيقي، فواقع ما في المصحف الشريف يرده، لتعذر مجاراته، بنحو يقطع معه بأنه من كلام الله تعالى المنزل، وليس من صنع البشر، محرفاً عما أنزله الله تعالى. على أن ذلك قد تقدم حكاية الإجماع على نفيه حتى من القائلين بالتحريف.

وإن تضمنت تلك الأخبار النقيصة في الموجود بين الدفتين، وأنه لا يشتمل على جميع القرآن، وأن بعض القرآن قد ضاع، فيردها ما سبق من السيد المرتضى (قدس سره) من أن اهتمام المسلمين بالقرآن وحفظه وضبطه يمنع من ضياعه.

ويؤكده واقع الحال، حيث لم ينقل ولو شاذاً ما يصلح أن يكون قرآن. وما أكثر استشهاد المسلمين من الصدر الأول بالقرآن الشريف في مقام الاحتجاج وغيره، ولم يرد في كلامهم ـ ولو صدفة ـ الاستدلال أو

اسم الکتاب : في رحاب العقيدة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست