responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 392

المادّة والحركة

المادّة في حركة مستمرّة وتطوّر دائم ، وهذه حقيقة متّفق عليها بيننا جميعاً ، والحركة تحتاج إلى سبب محرّك لها ، وهذه حقيقة أخرى مسلّمة بلا جدال . والمسألة الأساسية في فلسفة الحركة هي : أنّ المادّة المتحرّكة هل يمكن أن تكون هي علّة للحركة وسبباً لها ؟ وفي صيغة أخرى : أنّ المتحرّك موضوع الحركة ، والمحرّك سبب الحركة ، فهل يمكن أن يكون الشيء الواحد من الناحية الواحدة موضوعاً للحركة وسببا لها في وقت واحد ؟

والفلسفة الميتافيزيقية تجيب على ذلك مؤكّدة أنّ من الضروري تعدّد المتحرّك والمحرّك ؛ لأنّ الحركة تطوّر وتكامل تدريجي للشيء الناقص ، ولا يمكن للشيء الناقص أن يطوّر نفسه ويكمّل وجوده تدريجياً بصورة ذاتية ؛ فإنّ الناقص لا يكون سبباً في الكمال . وعلى هذا الأساس وُضِعَت في المفهوم الفلسفي للحركة قاعدة ثنائية بين المحرّك والمتحرّك ، وفي ضوء هذه القاعدة نستطيع أن نعرف أنّ سبب الحركة التطوّرية للمادّة في صميمها وجوهرها ليس هو المادّة ذاتها ، بل مبدأ وراء المادّة ، يمدّها بالتطوّر الدائم ، ويفيض عليها الحركة الصاعدة والتكامل المتدرّج .

وعلى العكس من ذلك المادّية الديالكتيكية ؛ فإنّها لا تعترف بالثنائية بين المادّة المتحرّكة وسبب الحركة ، بل تعتبر المادّة نفسها سبباً لحركتها وتطوّرها .

فللحركة ـ إذن ـ تفسيران :

أمّا التفسير الديالكتيكي الذي يعتبر المادّة نفسها سبباً للحركة ، فالمادّة فيه هي الرصيد الأعمق للتطوّر المتكامل . وقد فرض هذا على الديالكتيك القول بأنّ المادّة منطوية ذاتياً على الأطوار والكمالات التي تحقّقها الحركة في سيرها

اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست