responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 109

يحلّ لغزاً جديداً للطبيعة في مجال تجريبي آخر .

ولسنا نعني بهذا أنّ التطبيق والتجربة العلمية ليس لهما دور مهمّ في المعرفة البشرية للطبيعة وقوانينها ، فإنّ دورهما في ذلك لا شكّ فيه . وإنّما نريد أن نؤكّد على أنّ استبعاد كلّ معرفة منفصلة عن التجربة ورفض المعارف العقلية بصورة عامّة يكون سبباً لاستحالة تخطّي المرحلة الأولى من الإدراك ، أي : مرحلة الحسّ والتجربة .

التجربة والكيان الفلسفي :

ولا يقف هذا التناقض المستقطب بين المذهب العقلي والمذهب التجريبي عند حدود نظرية المعرفة فحسب ، بل يمتدّ أثره الخطير إلى الكيان الفلسفي كلّه ؛ لأنّ مصير الفلسفة بوصفها كياناً أصيلاً مستقلاًّ عن العلوم الطبيعية والتجريبية مرتبط إلى حدٍّ كبير بطريقة حلّ هذا التناقض بين المذهبين العقلي والتجريبي ، فالبحث في المقياس العامّ للمعرفة البشرية والمبادئ الأولى لها هو الذي يقدّم للفلسفة مبرّرات وجودها ، أو يحكم عليها بالانسحاب والتخلّي عن وظيفتها للعلوم الطبيعية .

وقد واجه الكيان الفلسفي هذه المحنة أو هذا الامتحان منذ نشأت الطريقة التجريبية وغزت الحقول العلمية بكفاءة ونشاط ، وإليكم قصّة ذلك :

كانت الفلسفة قبل أن يسود الاتجاه التجريبي وفي مطلع فجرها تستوعب تقريباً كلّ المعارف البشرية المنظّمة بشكل عام ، فالرياضيات والطبيعيات تطرح على الصعيد الفلسفي كمسائل الميتافيزيقا تماماً ، وتتحمّل الفلسفة بمعناها العامّ الشامل مسؤولية الكشف عن الحقائق العامّة في كلّ مجالات الكون والوجود ، وكانت أداة المعرفة التي تستخدمها الفلسفة في تلك الحقول جميعاً هي القياس:

اسم الکتاب : فلسفتنا المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست