اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 65
المدينة، و كذلك محلّة بني قريظة و بني النضير و بني قينقاع أيضا على نفس البعد و هي من المدينة أيضا، إذ أنّ المؤرّخين عدّوا هذه القبائل من سكّان المدينة، و هذا أمر واضح لا ريب فيه، و لم يشذّ منه أحد.
أضف إلى ذلك ما دلّ في الحديث النبوي الشريف على أنّ حرم المدينة ما بين جبل عير و جبل ثور [1]، و كذلك ما بين الحرّتين: حرّة واقم و حرّة الوبرة [2].
و من الواضح أنّ العوالي كانت أقرب إلى المدينة من هذه الحدود الأربعة أعني: جبل عير و جبل ثور و حرّة واقم و حرّة الوبرة، بل و أقرب منها الحيطان السبعة، حتّى أنّ جزع الصافية و الدلال و برقة و الميثب كانت جوار البقيع، بل أنّ مشربة أمّ إبراهيم كانت مسكن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و مصلّاه و هذا يدلّ أنّها كانت بالقرب من المسجد النبوي.
2- إنّ العوالي تقع في جنوب شرق المدينة، و بالقرب من مسجد قباء، أي على طريق هجرة الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله).
و أين هذا من فدك التي تقع شمال المدينة المنوّرة، و بالقرب من خيبر التي تبعد عن المدينة بما يزيد على المائة كيلومتر.
فأين (فدك) من (العوالي)، و بينهما فرق كبير و بون عظيم.
3- إنّ (فدكا) فتحت صلحا، فدخلت تحت عنوان (الفيء) و ذلك لأنّ اللّه تعالى أفاءها على رسوله الكريم من دون إيجاف خيل و لا ركاب.
و أمّا الحوائط السبعة فإنّها صارت للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالهبة، و لم يجر عليها اسم الحرب و لا الصلح و لا الفيء و لا الأنفال، و إنّما كانت هدية خالصة أهداها له
[1] جبل ثور يقع شمال المدينة المنوّرة، و جبل عير جنوبها- راجع قسم الخرائط-.
[2] حرّة الوبرة تقع غرب المدينة، و حرّة واقم شرقها.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 65