responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 549

لمّا منعت الصدّيقة الكبرى من حقّها، و ردّت دعاواها الثلاثة: النحلة، و الإرث، و الخمس، و رأت أنّ القوم أنكروا جميع ما أنزله اللّه في كتابه، و جاء به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من عند ربّه، صمّمت على سلوك آخر طريق في خصومتها مع القوم، و هو: إعلان المعارضة و الغضب أمام المسلمين من المهاجرين و الأنصار، لتعرّفهم بما ارتكبوا من الظلم في حقّ حبيبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

فخرجت إلى مسجد أبيها، و خطبت تلك الخطبة الغرّاء التي أفصحت عن بلاغتها و فصاحتها، و علمها و معرفتها بالأحكام و عللها، فكانت تفرغ عن لسان أبيها المصطفى (صلّى اللّه عليه و آله).

و لم يكن الداعي لها هو المطالبة بحقّها، بل كان الداعي لذلك هو إتمام الحجّة على جميع المسلمين، و إظهار حال الذين وقفوا في وجهها و غصبوا حقوقها.

و قد سجّلت خطبتها الغرّاء أعظم جريمة ارتكبها الأنصار في حقّ بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، أولئك الذين بايعوا أباها في العقبة الثانية على أن يمنعوه و أهله ممّا يمنعون منه نساءهم و أولادهم، إلّا أنّهم لم يفوا ببيعتهم، بخذلانهم لابنته و حبيبته و قرّة عينه.

لقد رأت مولاتنا الصدّيقة الكبرى، أنّ التجاوز على حقّها و حقّ بعلها سيؤدّي بالأمّة إلى الضلال و الانحراف عن الدين و مسير الرسالة، و الوقوع في التيه، و إعادة تقاليد الجاهلية الجهلاء، كلّ ذلك بسبب الردّة عن العترة الطاهرة التي جعلهم اللّه تعالى أمانا من كلّ تلك الفتن.

فكانت خطبتها إنذارا مبكّرا لأولئك، بالعقاب الشديد، و الندم حيث لا ينفع. و كانت خطبتها- أيضا- استمرارا للإسلام من ابنة نذير لهم، و الكلمة

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست