اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 483
قال: إنّي سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: [إنّ اللّه أطعم نبيّه طعمة، ثمّ قبضه، و جعله للذي يقوم بعده، فولّيت أنا بعده، أن أردّه على المسلمين] [1].
قال ابن أبي الحديد- عقيب هذا الخبر-: قلت: في هذا الحديث عجب؟! لأنّها قالت له: أنت ورثت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أم أهله؟ فقال: بل أهله؟ و هذا تصريح بأنّه (صلّى اللّه عليه و آله) موروث، يرثه أهله، و هو خلاف قوله: لا نورث [2].
و بذلك يكون أبو بكر قد أكذب نفسه في حديثه الذي زعم أنّه سمعه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
2- و قد أقرّ أبو بكر- أيضا- في قضية أخرى، بأنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يورّث. حيث أن أمير المؤمنين (عليه السلام) و العبّاس بن عبد المطّلب جاءا يطلبان ميراثهما من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فنقضا بذلك حديث أبي بكر، و أبطلاه، ممّا يدلّ على أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يورث.
فقد روى أبو رافع قال: إنّي لعند أبي بكر، إذ طلع علي و العباس يتدافعان، و يختصمان في ميراث النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، فقال أبو بكر: يكفيكم القصير الطويل، يعني بالقصير: عليّ، و بالطويل: العباس.
فقال العبّاس: أنا عمّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و وارثه، و قد حال عليّ بيني و بين تركته. فقال أبو بكر: يا عباس! فأين كنت يوم جمع النبيّ بني عبد المطّلب و أنت أحدهم، فقال:
أيّكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون وصيي و خليفتي ينجز عداتي و يقضي ديني؟ فأحجمتم عنها إلّا عليّا، فقال النبي: أنت كذلك.