اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 480
تسع نسوة و حصّتهم جميعا الثمن، و إذا قسّمنا الثمن عليهنّ كان لكلّ واحدة تسع الثمن، و إذا أحصينا مقدار ما لعائشة و حفصة من بيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله)- و هو التسع من الثمن- لم يبلغ شبرا من الأرض، بل و لا مقدار بيضة دجاجة، فكيف تصرّفا في قبرين كبيرين؟!!
فسكت أبو حنيفة، ثمّ صاح: أخرجوه؟ فهو رافضيّ خبيث؟ و ليس عنده أخ [1]؟!!
و لنعم ما قال الشاعر:
لئن دفنا في بيت (طه) بلا رضا * * * له بدخول الحيّ منهم و لا الميت
لقد عبدا الأصنام في بيت ربّنا * * * بغير رضا من صاحب البيت و البيت
و إنّ من أعجب الأعاجيب أنّهم يصحّحون فعل الشيخين مع ارتكابهما لتلك التناقضات الواضحة.
قال السيّد نعمة اللّه الجزائري: و قد تضمّن القرآن الكريم كون البيوت للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ[2] و من المعلوم أنّ زوجته عائشة لم يكن لها دار بالمدينة، و لا لأبيها و لا لقومها، لأنّهم من أهل مكّة، و لا روى أحد أنّها بنت بيتا لنفسها، مع هذا فلمّا ادّعت حجرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله)- بعد وفاته- التي دفن فيها صدّقها أبو بكر، و سلّمها إليها بمجرّد سكناها و دعواها، و منع فاطمة عن فدك و لم يصدّقها مع شهادته لها بالعصمة و الطهارة، و ردّ شهودها بأنّ أباها وهبها ذلك في حياته.
[1] الأربعين في خصائص الزهراء (عليها السلام): 3/ 423 (مخطوط). و انظر مناظرة تشبه هذه في الاحتجاج:
17، و بحار الأنوار: 47/ 400 ح 3، و الأنوار النعمانية: 1/ 87.