اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 413
فلا يبقى إلّا القول: بأنّها (عليها السلام) كانت عالمة باستحقاقها فدكا، و عارفة بكذب الحديث المزعوم و بطلانه، و أنّه كلام مفتعل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و قد قال (صلّى اللّه عليه و آله): «من كذب علي متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» و دخل في مصداق قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ[1].
و بهذا شكّك الفخر الرازي، في صحّة حديث أبي بكر، قال في تفسيره:
المحتاج إلى هذه المسألة ما كان إلّا عليا و فاطمة (عليهما السلام) و العباس، و أمّا أبو بكر فإنّه ما كان محتاجا إلى معرفتها ألبتّة! لأنّه لا يرث من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فكيف يليق بالرسول أن يبلّغ هذه المسألة إلى من لا حاجة به إليها، و لا يبلّغها إلى من له إليها أشدّ الحاجة [2].
و قد احتجّت بهذا أمّ سلمة (رضوان اللّه عليها) في مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعد أن فرغت مولاتنا فاطمة (عليها السلام) من خطبتها، و بعد أن أجابها أبو بكر، فقالت أمّ سلمة: ... أتزعمون أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حرّم عليها ميراثها و لم يعلمها، و قد قال اللّه تعالى وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أفأنذرها؟! و خالفت متطلّبه؟! و هي خيرة النسوان، و أمّ سادة أشبال؟!
رابعا: أهل البيت (عليهم السلام) أورع من أن يدّعوا ما ليس لهم:
و لقد كان فيهم من الفضل و الورع، و الدين و المعرفة باللّه سبحانه و تعالى، و الاقتداء برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ما لا يطلبون معه ما ليس لهم.
و هم من قد ورد فيهم ما ملأ الخافقين، و شهد لهم من القرآن ما بين الدفّتين،