responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 396

و قبل الدخول في مناقشة الحديث الذي ادّعاه أبو بكر، نبدأ بكلمة يجب أن تقال، و هي:

إنّ الرجل نسب عدم التوريث لجميع الأنبياء، و لم يخصّه برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقط، حيث قال في حديثه: «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث»، و فيه من الإشكال ما لا يخفى على كلّ منصف، و هو:

إنّه قد مضى من الأنبياء مائة و أربعة و عشرون ألف نبي، من لدن آدم و حتّى نبيّنا الخاتم، و قد مضت عليهم قرون كثيرة، و دهور طويلة، و قد نقلت إلينا أخبارهم، و دوّنت آثارهم و أقوالهم و سيرتهم، و ذكر القرآن المهمّ من قصصهم، و الجميل من خصائصهم، فلم يرو في تأريخهم، و لا تأريخ أحد منهم أنّه قال: لا نورّث! أو: أنّ تركتي صدقة من بعدي! و لا ذكر في خصائصهم عدم توريث أبناءهم!! و لم يذكر في القرآن من ذلك شي‌ء، و لا أشار إليه، بل نصّ على نقيض ذلك حيث قال تعالى: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ و فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ‌.

فهل يعقل أو يتصوّر أنّ هذا الأمر الغريب، و الحكم العجيب- و هو عدم توريث الأنبياء- لم يروه أحد من البشر، من الأوّلين و الآخرين، إلّا أبو بكر وحده؟!!

و ما بال الأمم الماضية لم ترو هذا المعنى؟

إنّ هذا لمن أعجب العجائب!

على أنّ المؤرّخين و القصّاص قد اعتنوا بنوادر الأخبار، و عجائب الآثار، و جمع كلّ طريف و غريب، خصوصا ما خالف السنن و الشرائع، فلو كان ما زعمه‌

اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست