اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 369
و أيضا أجمع المسلمون كافّة على أنّ الزهراء (عليها السلام) ممّن أنزل اللّه عزّ و جلّ فيهم:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و إنّها ممّن افترض اللّه مودّتهم على الأمّة، و جعلها أجر رسالته (صلّى اللّه عليه و آله)، و إنّها ممّن تعبّد اللّه الخلق بالصلاة عليهم كما تعبّدهم بالشهادتين في كلّ فريضة.
و لو تنزّلنا عن هذا كلّه، و سلّمنا أنّها كسائر المؤمنات الصالحات تحتاج في إثبات دعواها إلى بيّنة، فقد شهد لها علي (عليه السلام) و حسبها أخو النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و من كان بمنزلة هارون من موسى، شاهد حقّ تشرق بشهادته أنوار اليقين- و ليس بعد اليقين غاية- يطلبها الحاكم في المرافعات، و لهذا جعل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) شهادة خزيمة بن ثابت كشهادة عدلين، و لعمر اللّه إنّ عليا أولى بهذا من خزيمة و غيره، و أحقّ بكلّ فضيلة من سائر المسلمين.
و لو تنزّلنا فسلّمنا أنّ شهادة علي كشهادة رجل واحد من عدول المؤمنين، فهلّا استحلف أبو بكر فاطمة الزهراء (عليها السلام) بدلا من الشاهد الثاني، فحلفت و إلّا ردّ دعواها؟!
ما رأينا فعل ذلك، و إنّما ردّ الدعوى ملغيا شهادة علي و أمّ أيمن، و هذا كما ترى ممّا لم يكن بالحسبان [1].
روى السيّد ابن طاوس في الطرائف مناظرة المأمون العبّاسي مع علماء الفريقين، و بعد أيّام من تناظر الفريقين أجمعوا على صدق فاطمة (عليها السلام) و استحقاقها