اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 283
الجواب عليه، فنقول:
أوّلا: إنّ اللّه الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ، و أنزل معه الكتاب الكريم، أعرف و أحكم و أدرى بمصالح المسلمين، و ردّ كيد المنافقين و المرتدّين، و الدفاع عن هذا الدين، و قد وعد بحفظ الدين و الإسلام إلى قيام القيامة، حتّى يظهره على الدين كلّه و لو كره الكافرون.
و كذلك وعد بحفظ القرآن الكريم بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ و حفظ القرآن الكريم إنّما يكون بحفظ الدين و الإسلام من أعدائه.
فلا حاجة إلى أن يتوسّل أحد بمنع الحقوق، و غصب الأموال بهذه الذريعة، فإنّ هذا ليس من الدين، لأنّ الدين أمر بحفظ الأموال و إعطاء الحقوق لذويها. و «لا يطاع اللّه من حيث يعصى».
و ثانيا: هل أنّ عمر كان أشفق على هذا الدين من الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) الذي صدع بالوحي، و تحمّل الأذى في سبيل إعلانه و إعلائه، فهو أرأف و أعرف من عمر، حيث أوصى بالإمامة لعليّ (عليه السلام)- في بدئ الدعوة و ختامها- حفظا للدين من الضياع، و صونا له من الأعداء.
فلو وضعوا الإمامة في موضعها، لما احتاجوا إلى غصب الحقوق و الأموال، بحجّة الدفاع عن الدين، و صدّ المعتدين، بل كان الإمام هو القائم بكلّ ذلك.
و قد أثبت الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) مدى حرصه على الأمّة و هدايتها لمّا أراد أن يكتب كتابا لن يضلّوا بعده أبدا.
و العجب أنّ المانع له عن كتابة ذلك الكتاب كان هو عمر نفسه، حين جابهه
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 283