اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 251
لقد اضطربت كلّ الموازين و الحسابات الشرعية و السياسية، حينما أغمض النبي (صلّى اللّه عليه و آله) عينيه، و ودّع أمّته، و رحل إلى ربّه، بعد أن وضع لهم منهاجا سليما، و صراطا مستقيما، و بعد أن عرّف الأمّة بوصيّه و خليفته علي بن أبي طالب (عليه السلام).
و بينما علي (عليه السلام) يغسّل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و معه العبّاس و سائر بني هاشم، و إذا بالصوت يخرق مسامعهم: لقد بويع أبو بكر!!!
و لم يكن أحد ليصدّق بذلك، و لا يشكّ في أنّ ولي الأمر هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حتّى ضربت باب الدار ضربا عنيفا، فدخل البراء بن عازب يشتدّ و هو يصيح: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة؟!!
فسقط ما في أيديهم، و علتهم و جمة، فقال العبّاس: تربت أيديكم إلى آخر الدهر!!!
و لم يتمّ تجهيز النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، حتّى تمّت البيعة لأبي بكر، بمساعي عمر بن الخطّاب، على أن يكون الأمر له من بعده [1]، و خسر الأنصار، فخرجوا من السقيفة مغلوبين بعد أن كانوا غالبين، تابعين بعد أن كانوا متبوعين، و خرج أبو بكر، يقدمه عمر بن الخطّاب، و أبو عبيدة الجرّاح، محتجزين بالازر الصنعاينة، لا يمرّون بأحد إلّا خبطوه و قدّموه، فضربوا بيده على يد أبي بكر للبيعة، شاء ذلك أم
[1] راجع: الإمامة و السياسية: 1/ 29، السقيفة و فدك: 62، شرح نهج البلاغة: 6/ 11، الصراط المستقيم: 2/ 225، قالوا: أنّ عليّا أتي به إلى أبي بكر فقيل له بايع، فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم و أنتم أولى بالبيعة لي ... نحن أولى برسول اللّه حيّا و ميتا ... فقال له عمر: إنّك لست متروكا حتّى تبايع، فقال له عليّ (عليه السلام): «إحلب حلبا لك شطره، اشدد له اليوم أمره يردده لك غدا».
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 251