اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 248
مواجهة آل محمّد (صلّى اللّه عليه و آله)- هذا المنهاج الخبيث، فانتزعوا فدكا منهم، ليخلوا أيديهم من المال، و يوقعوهم في مضيقة اقتصادية، يزووهم بها عن المجتمع، و يبعدوهم من الساحة السياسية.
4- ضعف ميزانية الدولة، في ما إذا واجه الخليفة الهجمات و المعارضات التي كادت تقضي عليهم، لولا عائدات (فدك) التي وفّرت للحكومة القدر الكافي لصدّ هذه الهجمات. فحروب الردّة، و أطماع الزعماء من بني أميّة و غيرهم، أمثال أبي سفيان الذي حاول إثارة الفتنة حين قدم المدينة، و بعد أن بلغه تولّي أبي بكر، فنفّس عليه، و بدت فيه نعرات الجاهلية، و سطوة بني أميّة، فجعل يحرّض على أبي بكر، و كاد أن يوقع الحرب، لولا أنّ أبا بكر تدارك الأمر، حينما اشترى صوته بصفقة كبيرة من المال، فرضي أبو سفيان و سكت.
و لم يكتف أبو بكر بذلك، حتّى فرض لكلّ واحد من أهل المدينة فرضا، يرضيهم بذلك و يكسب مودّتهم. فكانت فدك أوّل مصدر مالي، اعتمدت عليه حكومة الغاصبين في: دحض المعارضات، و كسب الأصوات، و إرضاء ذوي الأطماع و الشهوات المادّية. كانت هذه أهمّ الأسباب التي دفعت بالغاصبين إلى انتزاع (فدك) من يد الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام).
و يمكن تلخيص البحث بهذه النتيجة و هي: إنّ تأميم أبي بكر لفدك يمكن تفسيره بأمرين:
الأوّل: أنّ الظرف الاقتصادي آنذاك دعا الخليفة إلى غصبها لتقوية ميزانية الدولة التي احتاجت إلى مال كبير لتحقيق أهدافها.
الثاني: أنّ أبا بكر خشي أن يصرف علي (عليه السلام) ثروة قرينته للتوصّل إلى استرداد الخلافة المغصوبة، إذا هو صرف عائدات فدك على المسلمين، فيكسب بذلك الرأي العام، ليقوى جناحه، و يقوم بوجه غاصبيه.
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 248