قال ابن أبي الحديد: و لم تزل في أيديهم- الفاطميين- حتّى كان في أيّام المتوكّل، فأقطعها عبد اللّه بن عمر البازيار، و كان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بيده، فكان بنو فاطمة (عليها السلام) يأخذون تمرها، فإذا قدم الحجّاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم، فيصير إليهم من ذلك مال جليل، فصرم [4] عبد اللّه ابن عمر البازيار ذلك التمر، و وجّه رجلا يقال له بشران بن أميّة الثقفي إلى المدينة فصرمه، ثمّ عاد إلى البصرة ففلج [5].
و قال العلّامة المجلسي: فلمّا ولي المتوكّل قبضها، و أقطعها حرملة الحجّام، و أقطعها بعده لفلان البازيار من أهل طبرستان [6].
و كان هذا الصنيع منهم بغضا منهم لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أهل بيته، و لا يبعد أن يكون المتوكّل قد أبادها حسما للنزاع الذي طال مئات السنين، و لئلّا تصل إلى الفاطميين مرّة أخرى، كما و يساعد عليه خفاء تاريخها من بعد عهد المتوكّل عند