اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 183
(صدقته بالمدينة)
لقد ورد هذا الاصطلاح- كثيرا- في أخبار المؤرّخين، و بما يرتبط بتاريخ الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلابدّ أن نعرف ما المراد من صدقته بالمدينة؟
أوّلا
: إنّ هذا الاصطلاح: (صدقة) أوّل من اصطلحه أبو بكر بن أبي قحافة، و ذلك حينما انتزع جميع متروكات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من يد الصدّيقة فاطمة (عليها السلام) بدعوى أنّها صارت من بعده صدقة للمسلمين، مستندا في ذلك إلى ما زعمه أنّه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: ... ما تركناه صدقة.
فاصطلح اسم الصدقة على جميع ما خلّفه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و بهذا أبطل حقّ الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الإرث و النحلة؟!!
و على ضوء هذه الدعوى المنكرة التي تفرّد بها أبو بكر، سارت العامّة في تسمية جميع متروكات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بأنّها: صدقة. فأطلقوا عليها اسم: صدقات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و يقصدون بذلك متروكاته من بعده بما في ذلك فدك و العوالي.
ثانيا: صدقته بالمدينة هي الحوائط السبعة بالعوالي
و بما أنّ هذه الصدقات- على حدّ تعبير العامّة- بعضها كانت في المدينة، و بعضها خارج المدينة.
و بما أنّ ما في المدينة كانت كثيرة مثل: الحوائط السبعة، و قرى بني النضير، و غيرها ...
لهذا فقد اختصّ هذا الاسم: (صدقته بالمدينة) بالحوائط السبعة المعروفة بمنطقة العوالي، و هي الضياع السبع التي كانت لمخيريق سابق اليهود، فوهبها لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و وهبها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لابنته فاطمة (عليها السلام).
و على الرغم من وجود أملاك أخرى لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في المدينة كقرى بني النضير و مزارعهم و التي ادّعى العامّة أنّها أيضا صدقة بزعم أبي بكر، إلّا أنّ هذا
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 183