اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 138
رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فأجلاهم من المدينة [1].
و منها: قرى بني قريظة: فإنّهم- أيضا- نقضوا العهد و الميثاق، و ذلك حينما تعاونت (بنو قريظة) مع المشركين يوم الخندق، لضرب المسلمين، فلمّا نصر اللّه المسلمين، و انتهت المعركة، سار إليهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و حاصرهم، فحكّم فيهم سعد ابن معاذ، فحكم بقتل الرجال، و سبي النساء، و غنيمة الأموال، فدخلت في الفيء [2].
و أمّا بنو النضير: فإنّهم- أيضا- نقضوا العهد و الميثاق، و ذلك حينما غدروا برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، لمّا ذهب إليهم مع عشرة من أصحابه، فهمّوا بقتله، و إلقاء صخرة عليه، فأخبره الوحي بما بيّتوا من الغدر، فخرج مسرعا كأنّه يريد حاجة، و مضى إلى المدينة، فلمّا أبطأ لحق به أصحابه، فأخبرهم بما همّوا من الغدر به، ثمّ أرسل إليهم يقول: «قد نقضتم العهد بما هممتم به من الغدر بي، اخرجوا من بلادي» فأبوا، فسار إليهم بالمسلمين، و حاصرهم ستّ ليال- على ما رواه ابن هشام- [3] فوقع بعض القتال، و قتل عدد منهم، ثمّ نزلوا على حكم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فأجلاهم من المدينة [4].
[2] سيرة ابن هشام: 3/ 709، و روى جلال الدين السيوطي، عن مجاهد، في قوله تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى قال: من قريظة (الدّر المنثور: 6/ 192) و روى الشوكاني عن مالك، قال: نزلت هذه الآية في بني قريظة (فتح القدير: 5/ 198).
[4] و بذلك طهرت المدينة المنوّرة من دنس اليهود، و قد أخبر اللّه سبحانه عن ذلك، في قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا اليهود و المشركين سَتُغْلَبُونَ و تنهزمون و تخسرون وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ
اسم الکتاب : فدك و العوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب و السنة و التاريخ و الأدب المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 138