responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 98

المعركة، فلما نظرت العسكر يسلب العائلة الكريمة أخذت سيف، وأقبلت نحو الفسطاط، وقالت: "يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! لا حكم إلا الله. يا لثارات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ". فردها زوجها إلى رحله [1] .

فإنها امرأة واحدة انهارت لهول ما رأت. وكذا غيرها ممن أنكر بصورة فردية من دون أن يكون لإنكاره ظهور على الصعيد العام.

وإنما نعني عامة الناس في المصرين المدينة المنورة والكوفة، لأنهما اللذان يتيسر لنا الاطلاع تاريخياً على موقف الناس فيهم.

موقف جمهور أهل الكوفة

فقد استقبل الكوفيون العائلة الكريمة ـ التي عوملت معاملة الكفار في السلب والأسر والتشهير ـ بالبكاء والصراخ والنوح والتوجع والتفجع والتأسف [2]، وقد شقت النساء جيوبهن على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) والتَدَمن [3] .

وعن حاجب ابن زياد أنه قال: "ثم أمر بعلي بن الحسين (عليه السلام) فغل، وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملاء رجال ونساء يضربون وجوههم ويبكون، فحبسوا في سجن وطبق عليهم" [4] .


[1] اللهوف في قتلى الطفوف ص:78، واللفظ له. مثير الأحزان ص:58. بحار الأنوار ج:45 ص:58.

[2] بلاغات النساء ص:23 كلام أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) . الفتوح لابن أعثم ج:5 ص:139 تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده واخوانه وبني عمه (رضي الله عنهم) . تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:245 مقتل الحسين بن علي. مقتل الحسين للخوارزمي ج:2 ص:40. مطالب السؤول ص:403. الأمالي للمفيد ص:321. الأمالي للطوسي ص:92. اللهوف في قتلى الطفوف ص:86. بحار الأنوار ج:45 ص:162. وغيرها من المصادر.

[3] بلاغات النساء ص:23، 24 كلام أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) . جمهرة خطب العرب ج:2 ص:134خطبة السيدة أم كلثوم بنت علي في أهل الكوفة بعد مقتل الحسين (عليه السلام) . الأمالي للمفيد ص:321. الأمالي للطوسي ص:91. والتدام النساء: ضربهن وجوههن في المأتم.

[4] الأمالي للصدوق ص:146 مجلس:31 رقم الحديث:3. وعنه في بحار الأنوار ج:45 ص:154.

اسم الکتاب : فاجعة الطف المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست